شكرا فردريك لونوار

في الثاني عشر من كانون الأول عرضت القناة الفرنسية الثانية فيلم "سوريا الصرخة المخنوقة" حول اعتقال النساء واغتصابهن في سوريا منذ بداية الثورة، وعلى إثر ذلك وجه الفيلسوف الفرنسي فردريك لونوار نداء إلى الرئيس إيمانويل ماكرون لتحرير المعتقلات السوريات عبر عريضة كتبها ونشرها على النت للتوقيع.
شكرا لبطلات الفيلم، لمخرجته مانون لوازو لفريدريك لونوار، شكرا لكل من أصغى إلى صرخة سوريا المخنوقة ومد لها يدا بيضاء.


نص رسالة فردريك لونوار
السيد رئيس الجمهورية،
الاغتصاب باعتباره سلاحا من أسلحة الحرب في سوريا، جريمة مرت بصمت (تم تجاهلها) منذ بداية الثورة السورية عام 2011.
عشرات الآلاف من النساء السوريات كن ضحايا، ولاتزال الآلاف في سجون النظام السوري اليوم حيث يعانين من أسوأ الانتهاكات.
الاغتصاب يمثل “تابو” (موضوعا محرما) في سوريا، وهؤلاء النساء يتعرضن لخطر مزدوج، وعندما يطلق سراحهن من السجن، يواجهن برفض أسرهن أو يبتن ضحايا جرائم الشرف.
للمرة الأولى، تجرؤ بعض النساء على الكلام، وأحيانا مع وجه غير مغطى (مكشوف)، في الفيلم الوثائقي “سوريا، الصرخة المخنوقة” الذي بث على قناة “فرنسا 2” يوم الثلاثاء 12 كانون الثاني/ديسمبر 2017، الساعة 11 مساء، وهو فيلم من إخراج مانون لوازو، والكاتب المشارك إنيك كوجيان، بمساعدة الباحثة الليبية سعاد وحيدي.
في هذا الفيلم، تروي النساء السوريات بألم ما عانينه من الاعتقال، مع ذكر أسماء الجناة وأماكن التعذيب. لقد كانت سياسة الاغتصاب سلاح حرب متعمدا (مدروسا) وممنهجا منذ بداية الصراع لكسر الثورة والمجتمع السوري. (كان الاغتصاب) جريمة كاملة لأن الضحايا لا يتكلمن أبدا.
جميع النساء اللواتي قدمن شهاداتهن كن أمهات وربات أسر، في يوم من الأيام كن يحلمنّ، كان لديهن أمل كبير في أن تكون الديمقراطية والحرية بمتناول أيديهن، فخرجن إلى الشوارع ليتظاهرنّ مع أولادهن وأسرهن، لقد قمن أحيانا بتصوير صحوة (هبة) شعبهن. ثم وصل القمع، بسرعة، بسرعة كبيرة، وحشية وحشية جدا. لذلك كن يتولين تضميد جروح المصابين، وأحيانا حتى جروح جنود جيش النظام، لقد حاولن إنقاذ الأرواح، ثم ألقي القبض عليهم، وتحول مصيرهن إلى الظلام (المجهول) والوحشية.
إذا كنّ قد تجرأّن اليوم على كسر الصمت، مع كل المخاطر التي ينطوي عليها ذلك، فلأنهّن يردّن تحدينا، ويردنّ أن نساعدهّن في النهاية، نحن أمم الغرب، من أجل التأكد من أن نظام بشار الأسد أطلق سراح جميع النساء اللواتي ما زلن محتجزات، وأن الجناة سيتلقون يوما جزاء جرائمهم.
ولأننا لا نستطيع أن نواصل صم آذاننا عن معاناتهن وندائهن، نطلب منكم، السيد رئيس الجمهورية، أن تساعدوا على إسماع أصواتهن وأن تبذلوا كل ما في وسعكم للوصول إلى تحرير آلاف النساء ممن لازلن رهن الاعتقال في سوريا.
مع تقديرنا الفائق

فردريك لونوار:
مواليد 1962، فيلسوف وعالم اجتماع وكاتب ودكتور في المدرسة العليا للعلوم الاجتماعية. ألف نحو 40 كتابا، وشارك في تأليف 3 موسوعات، وحظيت مؤلفاته بصيت ذائع، وترجمت إلى أكثر من 20 لغة. وفضلا عن نشاطاته البحثية والتعليمية، ينخرط "لونوار" في نشاطات مدنية وأدبية وبيئية وفنية، كادت تحوله إلى طراز نادر من الرجال الموسوعيين.


ترجمة نص رسالة فردريك لونوار نقلا عن موقع "زمان الوصل".

تعليقات

الأكثر قراءة

رواية التّماسيح لـ يوسف رخَا.. رؤية المستقبل بالنظر إلى تجارب الماضي

غرافيتي الثورة: "إذا الشعب جاع بياكل حكّامه"

علي الشهابي.. شريك الثورة والجراح