المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٧

تيرانس ماليك.. فيلم شجرة الحياة

صورة
في فيلمه "شجرة الحياة" استطاع المخرج الأمريكي، اللبناني الأصل تيرانس ماليك أن يصوغ ملحمة سينمائية عن إشكالية الوجود تتواشج في فضائها تحوّلات الأرض والإنسان منذ لحظة التخلّق الأولى وحتى الفناء، ملحمة تمور بالانفعالات والشعر والأسئلة، لكنها تحطم كل التصورات المسبقة حول بنية الحبكة والشخصيات والحوار، لغة خاصة تحمل بصمة مخرجها الذي بلّورها في أفلامه: "الأراضي البور"، "أيام الجنة" و"الخط الأحمر الرفيع"، وهي لغة تقوم على الإيحاء والرمز، لا على التفسير، ما يجعل من قراءة معانيها أمرا صعبا وملتبسا في أغلب الأحيان.

رواية جورج أورويل 1984.. الحياة من ثقب عدسات التجسس

صورة
تزعم رواية "1984" أن العالم تقوده ثلاث دول عظمى: الأولى تدعى "أوراسيا" وتشمل على القسم الشمالي من الكتلة الأوروبية الآسيوية، وهي تدين بـ"البلشفية الجديدة". فيما تُسمى الدولة الثانية بـ"أوقيانيا"، وتسمي الفلسفة التي تحكمها بالاشتراكية الإنكليزية أو "إشتنج". أما الدولة الثالثة فهي "إيستاسيا"، وتضم الصين والجزر اليابانية، وقسم كبير من منشوريا ومنغوليا والتيبت، وهي تخضع لما يُعرف بفلسفة "عبادة الموت"، او"محو الذات". ويبدو أنه من المتعذر التمييز بين العقائد الثلاثة، وما تنتجه من نظم فوقية وتحتية، فكلها تنطلق من منطق تأبيد انعدام الحرية والمساواة، وتجميد حركة الحياة عند لحظة مختارة. وفي كل منها توجد بنية هرمية تراتبية، تنتهي بعبادة القائد، واقتصاد يقوم على حروب مستمرة منذ ربع قرن، لاقتسام ما بقي من العالم، والاستحواذ على ما فيه من الثروات واليد العاملة الرخيصة. حروب ليس غايتها النصر، بقدر ماهي وسيلة ناجعة لإزهاق الفائض من البشر، وتدمير منتجات العمل "التي من شأنها، أن تُستخدم لجعل الجمهور مرتاحاً أكثر مم

أسبوعي مع مارلين

صورة
مضى نصف قرن على رحيل أسطورة السينما الأمريكية مارلين مونرو، ومازال العديد من المبدعين العالميين يتناولون شخصها وسيرتها الفنية في أعمالهم، ومازالت الإصدارات التي تحمل اسمها تثير اهتمام النقاد والجمهور على حد السواء، كما هو الحال مع الفيلم الإنكليزي "أسبوعي مع مارلين" الذي عُرض في صالة كندي دمر بدمشق، من إخراج سيمون كورتيس، تأليف أدريان هودجز، والفيلم يعود بالمشاهد إلى خمسينات القرن العشرين، ويقارب أحداثا حقيقية تم اقتباسها عن مذكرات صانع الأفلام الوثائقية كولين كلارك. بدأ تصوير "أسبوعي مع مارلين" عام 2010، وتم افتتاح أول عروضه في مهرجان نيويورك السينمائي عام 2011، ثم جال في عدة مهرجانات عالمية، وحصد عددا من جوائزها، كما نال استحسان النقاد والجمهور، والشريط السينمائي يروي تفاصيل اللقاء الذي جمع كولين كلارك بمارلين مونرو خلال الأسبوع الذي قضته في بريطانيا لتصوير فيلمها "الأمير وفتاة الاستعراض" عام 1957، وقد يكون السؤال الأول الذي يتبادر إلى الذهن قبل بدء العرض وبعد انتهائه: إلى أي مدى استطاع الفيلم أن ينجح في مقاربة مقطع من حياة المرأة الأكثر إثارة ف

شكرًا فاسكو غارغالو

صورة
By Vasco Gargalo واحدة من أجمل محطات التعاطف مع معاناة المدنيين في مدينة حلب، جراء قصف الطائرات السورية والروسية عام 2016، كانت لفتة رسام الكاريكاتير البرتغالي، فاسكو غارغالو Vasco Gargalo الذي أعاد رسم لوحة بيكاسو الشهيرة “غورنيكا”، وأدرج فيها وجوه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس النظام السوري بشار الأسد، كما حوّر الحصان ليصبح رمزًا للولايات المتحدة الأمريكية.

ذاكرة ثقافية.. مهرجان أيام سينما الواقع والأسئلة المهاجرة

صورة
وأنا أقلّبُ صفحات الإنترنت، قرأتُ أن فيلم "العودة إلى حمص" عُرض بحضور منتجه عروة نيربية، في معهد "غوته" بصوفيا... دققّتُ النظر، ليس في الخبر الذي فاتني موعده، أي لبس. شعرت بالسخّط، لأني لم أواكب الحدث، الذي أنتمي إليه، وبدأ الحزن يحتل قلبي، وأنا أقطع المسافة نحو بلدي المسّتباح، أزيح مشاهد القتل والدمار، وأصل إلى أجمل المناسبات الثقافية في دمشق، مهرجان "أيام سينما الواقع". مع بداية الربيع كان المهرجان يزور العاصمة، وعدد من المدن السورية، بمبادرة من عروة نيربية وديانا جيرودي، وبجهد العديد من عشاق السينما المتطوّعين، المخضرمين والجدد، وعلى مدى أربع دوّرات، هي عمره القصير، استطاع بفعالياته المنوّعة، وكانت تشمل عروض المسابقة والتظاهرات، الندوات وورش التدريب، استطاع المهرجان أن يفتح عيون الكثيرين على أهمية السينما التسجيلية، وأن يطلق فضاء ساحرا لأجمل نتاجاتها وألمع أسمائها، ترك أثره على انتعاش الفيلم الوثائقي في سوريا، ومن عروضه التي لا تُنسى، الفيلمين الرائعين: "مراسلو بورما" لـ أندرس أوسترغارد و"معركة تشيلي" لـ باتريسيو غوزمان.

من رواية «فيزياء الحزن» للبلغاري جورجي غوسبودينوف.. حتى نصل دهليز الألم ومعارض الصمت

صورة
قبل خمسة أعوام نشرت مجلة الـ "إيكونومست" تحقيقًا عن "جغرافيا السعادة"، وكانت بلغاريا بموجبه، واحدة من أكثر البلدان بؤسا في العالم، وبعد ما يقرب العام رد الكاتب البلغاري جورجي غوسبودينوف على ذلك التحقيق بتأليف روايته "فيزياء الحزن"، وفيها يحكي عن وطنه الحزين، وعن عذاباته الشخصية، وتوقه إلى أحلام، لن تتحقق أبدا، تارة لأسباب خاصة، وأخرى لظروف سياسية واقتصادية. وجورجي غوسبودينوف واحد من أهم الأسماء الأدبية في المشهد البلغاري الراهن، وُلد في مدينة يانبول عام 1968، له العديد من الكتب في الشعر والقصة القصيرة والرواية، وبعضها تُرجم إلى ما يزيد على عشرة لغات أجنبية. وقد صدرت روايته "فيزياء الحزن" عن دار "جانيت 45" في صوفيا عام 2012، وفي يوم صدورها بيعت جميع نسخ طبعتها الاولى، وبهذا أصبحت الكتاب الاكثر مبيعًا لذاك العام، ونالت الكثير من الجوائز الادبية.