حملة التضامن مع إدلب وبريتا حاجي حسن

بريتا حاجي حسن

في الثامن من حزيران الماضي بدأ بريتا حاجي حسن إضرابه المفتوح عن الطعام تضامنًا مع إدلب، إثر سماعه بمقتل حارس الثورة ومنشدها عبد الباسط الساروت، بنيران القوات السورية الروسية في ريف حماة الشمالي. وبريتا مهندس سوري، كان رئيسًا لمجلس مدينة حلب عام 2016، والتقى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، من أجل إنقاذ المدنيين المحاصرين في المدينة، ثم أصبح لاجئا في فرنسا بعد أن استعاد النظام سيطرته على حلب.
أعلن بريتا إضرابه عن الطعام في فرنسا عبر صفحته الشخصية على الفيسبوك، مطالبًا بوقف القصف على إدلب، وحماية المدنيين، وتأمين المساعدات الإنسانية للنازحين، وذكر أنه لن يكسر إضرابه لحين تحريك الرأي العام العالمي تجاه مأساة السوريين، وتحقيق مطالبه، وفي أواخر حزيران/يونيو انتقل إلى سويسرا لمواصلة إضرابه عن الطعام، والاعتصام أمام مبنى الأمم المتحدة في مدينة جنيف، لإيصال صوته إلى المجتمع الدولي.
في تصريح صحفي لـ"عنب بلدي" ذكر بريتا: أن الإضراب هو نوع من أنواع الاحتجاج السلمي كغيره من النشاطات السلمية التي تشمل الاعتصامات والتظاهرات، وتعكس عملًا ثوريًا بأسلوب يكتنفه نوع من التضحية القليلة مقارنة بالتضحيات الكبيرة التي يقدمها السوريون في الداخل من معاناة القصف والتهجير وغيرها، وأضاف أن الإضراب الذي يقوم به هو نوع من جلد الذات والشعور بالعجز والشلل تجاه ما يحدث، مبينًا أنه يأتي مكملًا لما يجري من مظاهرات واعتصامات ومنتديات ومؤتمرات ولقاءات مع شخصيات عربية وغربية بهدف تحريك الرأي العام العالمي تجاه ما يجري في سوريا.
ولفت بريتا إلى أن نشاطاته خلال الحملة التي يقوم بها تمثلت بتوجيه رسالة حول ما يجري في سوريا إلى أكثر من 500 جهة، شملت حكومات وشخصيات سياسية وأخرى مستقلة إلى جانب أحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني ووسائل إعلام. كما تضمنت الحملة لقاءات شخصية مع سياسيين ومسؤولين في مدينتي باريس وليون الفرنسيتين، وجنيف السويسرية، كان أهمها لقاء مساعد وزير الخارجية الأمريكي في فرنسا، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، ميشيل باشليت، في جنيف، كما أنه سيلتقي الأسبوع المقبل في الإليزيه وزير الخارجية الفرنسي.
وأوضح أن الحديث خلال اللقاءات يدور حول الوضع الإنساني وما يعانيه أهالي إدلب من قصف ونزوح، وما يحتاجه النازحون من مساعدات إنسانية وسلل غذائية، مشيرًا إلى أن بعض المنظمات الإنسانية قد تجاوبت مع مطلبه بإرسال بعض المساعدات للنازحين من إدلب لكنها لم تغطِّ 10% من الاحتياج الفعلي.
وفي رسالته التي وجهها للمفوض السامي لحقوق الإنسان، طلب حاجي حسن الاستماع إليه كشاهد في الدورة الحادية والأربعين لمجلس حقوق الإنسان، أثناء مناقشة تقرير “لجنة التحقيق الخاصة بالجمهورية العربية السورية”، للحديث حول ما يجري في إدلب من مجازر بواسطة الطائرات الحربية الروسية والسورية، ومن تدمير للمنازل والبنى التحتية.
يواصل بريتا إضرابه عن الطعام بالرغم من تدهور حالته الصحية التي استدعت تدخل الإسعاف عصر الأول من تموز/يوليو، ولاقت حملته صدى لدى العديد من الشخصيات ووسائل الإعلام العربية والغربية، كما شهدت عدة بلدات سورية وقفات تضامن مع إضراب بريتا، كان أبرزها وقفة تضامنية من أبناء بلدته مريمين بريف حلب الشمالي. كذلك انضم إلى الإضراب قرابة خمسين ناشطًا، بهدف توسيع الحملة في تركيا ودول الاتحاد الأوروبي. منهم “رنا الجندي، عزة مرتضى، زكريا الحلاق، زينب العبد الله، جينا شعشاعة، مصعب الخلف، أحمد سحلبجي، براءة هنداوي، ندى الخش، عبد الحكيم المسموم، جودي الحاج عوض، سحر سليمان، بسام حجي مصطفى، عبد القادر بكار، طارق حج بكري، سهاد الراوي، خليل صابر، عبد الكريم جمرك.
وأعلن عدد من أصدقاء الناشط بريتا حاجي حسن، تشكيل لجنةٍ لدعم إضرابه، وتنظيم عملية المناصرة لتحقيق هدف الإضراب، كما أطلقوا حملة على موقع (آفاز) للمناصرة، لجمع تواقيع من متضامين مع بريتا في إضرابه، ووصل عدد المتضامنين إلى أكثر من 1200 ناشط وناشطة، وحملت رسالة (آفاز) عددًا من المطالب أهمها: “وضع السجون والمعتقلات السورية تحت رقابة أممية، من خلال إصدار قرار ملزم في مجلس الأمن وضمان امتثال النظام السوري له، التدخل المباشر والفوري لإنقاذ حياة المدنيين في إدلب طبقًا لمبدأ المسؤولية عن الحماية، إرسال خيم وأغطية ومعونات لوجستية ومواد غذائية إلى المناطق المحاصرة، تفعيل الحل السياسي عبر مسار جنيف، وضع سورية تحت الإدارة الدولية المؤقتة، بناء على قرار ملزم من مجلس الأمن الدولي، تفعيل مبدأ العدالة ومنع التفلت من العقاب عن الجرائم التي ارتكبها النظام السوري، فرض الحماية القانونية للاجئين السوريين ومنع إعادتهم قسريًا إلى سورية”.
بسام حاجي مصطفى، الناطق الإعلامي باسم حملة التضامن مع بريتا، قال في حديث إلى (جيرون) إن “مهمة لجنة الإضراب هي التنسيق بين المضربين، وتقديم المطالب المحقة التي تدعو لإيقاف المجزرة بحق المدنيين في محافظة إدلب، وهناك تجاوب من الحكومة الفرنسية وبعض الحكومات الأوروبية”. وأضاف: “حتى الآن، الإعلام الأوروبي تناول الموضوع ويهتم به والحكومة الفرنسية تتابع معنا، والأمم المتحدة تتجاوب معنا، وفي الداخل أيضًا حصل صدى جيد، والكل يدعم مساعينا في فريق الإضراب من أجل وقف المجزرة في إدلب”، وعن الخطوات القادمة قال مصطفى: “سنقوم بالإعلان عن الخطوات القادمة تباعًا، منها فعاليات شعبية، ومنها جهود حقوقية، وكذلك اعتصامات، ونفكر في نقل الاعتصام إلى بروكسل أمام البرلمان الأوروبي، وكذلك من الممكن أن نقيم خيمة للمضربين في إحدى المدن الأوروبية، بهدف إيصال صوتنا”.

#متضامنة_مع_إدلب
#متضامنة_مع_بريتا

إعداد: تهامة الجندي 

تعليقات

إرسال تعليق

الأكثر قراءة

رواية التّماسيح لـ يوسف رخَا.. رؤية المستقبل بالنظر إلى تجارب الماضي

غرافيتي الثورة: "إذا الشعب جاع بياكل حكّامه"

علي الشهابي.. شريك الثورة والجراح