المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٧

المرأة الحديدية

صورة
عجوز تنوء بجسدها المتّعب، تدخل المتّجر، تشتري الحليب، وتغادر من دون أن تسترعي انتباه أحد. بهذه المفارقة يبدأ فيلم "المرأة الحديدية" بتناول حياة مارغريت تاتشر(1925-2013) المرأة الجميلة، القوية، الطموحة التي قادت حزب المحافظين في بريطانيا، وتقلّدت منصب رئاسة الوزراء لإحدى عشرة سنة، وصعد نجمها كواحدة من أهم ساسة القرن العشرين.

تزفيتان تودوروف.. وحدة الجنس البشري وتعدد الشعوب

صورة
"ما يجمع الناس أكثر أهمية مما يفرقهم"، وإن كانت "الحياة خسرت معركتها ضد الموت، فإن الذاكرة تفوز دائمًا على العدم". كتب المفكر البلغاري الفرنسي تزفيتان تودوروف ( Цветан Тодоров )، الذي غادرنا في السابع من شهر شباط 2017 عن سبع وسبعين عامًا، بعد أن أضاف إلى المكتبة العالمية واحدًا وعشرين مؤلفًا، تُرجمت إلى ما يقارب الخمس وعشرين لغة، وفي عام 2008 حصل على جائزة أستورياس للعلوم الاجتماعية.

فيلم الفنان

صورة
يقوم الفيلم الفرنسي "الفنان" على الشخصيات والأحداث في إطار حبكة تقليدية محّكمة، متسلسلة في زمنها، ومتصاعدة في مسارها، لكن ما يميزه عن سواه هو محاكاة فريقه الفني لقواعد السينما الصامتة من حيث بناء الكادر وزوايا اللقطة، التصوير بالأبيض والأسود، أسلوب التمثيل، الموسيقى والملاحظات المكتوبة في مقام الحوار، ومع ذلك فقد استطاع الفريق أن يقدم تحفة سينمائية حصدت خمس جوائز أوسكار 2012 بينها أفضل فيلم وأفضل ممثل لجان دوجاردان، وهو أول ممثل فرنسي يفوز بالأوسكار.

فادي طفيلي: بيروت مدينة يهيمن عليها شعور الانتظار

صورة
لسور بيروت القديمة سبعة أبواب، كانت تتحكم بمواقيت فتحها وإغلاقها سبع عائلات، تتولى حراسة مداخل المدينة، وفي مرحلة متأخرة من عمر السور أُضيفت البوابة الثامنة، أما بوابتها التاسعة -كما تُعرِّف عن نفسها- فهي البوابة المُتخيَّلة التي لم تكن، هي مجلة ثقافة مدينيّة، تواكب العمران بمضمون معرفي، يتناول أفكار العيش المديني وآدابه وفنونه وتواريخه واقتراحاته المستقبليّة. إصدار باللغتين العربية والإنكليزية، يتمحور حول ثيمة واحدة، يتكرر مرتين كلَّ عام، متيحًا أمام الكتَّاب والمشاركين في صناعته، الوقت الملائم لنتاج، يدمج البحث الأكاديمي المعمّق بالكتابة الإبداعية والنقدية والصحافية، ويغوص عميقاً في عصب المدينة وطبقاتها.

"حب وقمامة" لـ إيفان كليما.. ضريبة الخروج عن لغة الحمقى في النظم الشمولية

صورة
سأله زملاؤه قُبيل مغادرته لأمريكا، عن السبب الذي يدفعه إلى ترك بلدهم الغني الحر، والعودة إلى بلد فقير، لا ينعم بالحرية، من المحتمل أن يُسجن فيه أو يُنفى إلى سيبيريا، حدّثهم برومانسية عن الحنين إلى وطنه ولغته الأم، وقال: "إن الناس في بلادي يعرفونني، حتى لو اضطررتُ إلى جمع القمامة من الشوارع، فسوف أكون في نظرهم كاتبًا، أما هنا فسوف أظل واحدًا من أولئك المهاجرين، الذين أشفق عليهم هذا البلد العظيم". بعد سنوات اكتشف حماقة تبجّحه، حين هجر أوراقه وأقلامه، وارتدى البدلة البرتقالية، وانضم إلى فريق جمع القمامة في بلده، حتى يخرج من العزلة التي فرضها عليه نظام الحزب الواحد. حينها أدرك أنه ليس سوى زبّال في شوارع براغ، لا يكاد أحد من الناس يلحظه، ومنذ ذلك الإحباط بدأت حكايته، التي سوف يودعها إيفان كليما صفحات روايته "حب وقمامة"، ولن تكون سوى تأملات في معنى القمع، الذي أحال حياته إلى ركام هائل من النفايات، يصعب التخلّص منها.

كل عام ونساء الثورة السورية بخير

صورة
لن أكتب عن عذابات النساء السوريات في السجون وفي مخيمات اللجوء، أو تحت سماء تمطر أسلحة كيماوية ومتفجرات منذ سبع سنوات. ملف الجريمة دامغ ومتاح للجميع، لا ينقصه غير استدعاء الجناة إلى أروقة القضاء. في يوم المرأة العالمي أريد فقط أن أطبع قبلة على جبين كل أم ثكلى وكل أرملة، وأن أغرس وردة حمراء عند قدميّ كل معتقلة. أريد أن أطوي صفحات القهر، وأفتح نافذتي على الأمل الذي تدفق فينا مع أولى نسائم الربيع.

الدور الأسود للرجل الأبيض

صورة
في الجولة الأولى من مفاوضات "جنيف2"، قدَّم وفد "الائتلاف" صور التعذيب الوحشي في السجون السورية، وفي الثانية عرض وثائق، تثبت علاقة النظامين السوري والإيراني بـ"داعش" و"القاعدة"، وما من عاقل يشك، أن أجهزة الاستخبارات الغربية بمراصدها الجوية والبرية والبحرية، ورجالها المنتشرين في كل مكان من العالم، لم تكن قادرة على اكتشاف تلك الحقائق المروّعة من قبل انعقاد المؤتمر، مع ذلك كانت المعلومات الواردة في الوثائق خطوة تكتيتية لافتة، استطاعت أن تحرّك الرأي العام العالمي، ولم تقدر أن تشكل ورقة ضغط على الجانب الآخر، وإذا كان وفد "الائتلاف" أبدى مرونة كبيرة في سلوكه التفاوضي، فلم تكن مرونة القادر على فرض التسوية، إنما مرونة العارف مسبقًا بفشل المفاوضات.