الشاعرة فاتن حمودي: أخلط قهوة الحياة بالكلام وأضيء الأمكنة
في مجموعة فاتن حمودي "قهوة الكلام" تطل علينا الشام، وكأنها أجمل قمر عرفته السماء، امرأة من نار ونور تغوينا بتفاصيلها، وتستدرجنا إلى توتها ومائها العذب. نقطف ياسمينها ونسري مع الذكريات والأحاسيس، نفتح أبوابها السبعة، وننكسر عند الجراح التي حفرها الجلاد في الجسد العريق، وتقول الشاعرة: "كم غرنيكا يلزمنا كي نختصر كل هذا الليل"، وهي تكتب الألم السوري بالكثير من الحب والوجع. مع الشاعرة فاتن حمودي كان لي هذا الحوار عبر المراسلة. *"أنا القيامة.. بدء الأشياء ونهايتها تقول البلاد"، "كم غرنيكا يلزمنا كي نختصر كل هذا الليل"، ولعلك بهذين المقطعين والكثير من الأبيات الأخرى كتبت تفاصيل المأساة السورية ما بين نداء الحرية والقمع الوحشي من دون الوقوع في المباشرة، فكيف استطعت أن تسحبي الألم من إطار الوثيقة إلى مجاز الشعر من دون خيانة أي من الطرفين؟