تنديدًا بالحملة العسكرية على إدلب


تستمر عمليات القصف الجوي والبري من قبل قوات النظام السوري وروسيا على ريفي إدلب وحماة، في حملة عسكرية شرسة مخالفة لاتفاق إدلب القاضي بوقف إطلاق النار في المنطقة، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 300 مدني، ونزوح مئات الآلاف باتجاه المخيمات والمناطق القريبة من الحدود التركية.
وبهذا الخصوص ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بعمليات القصف الواسعة التي طالت المناطق السكنية والمرافق الحيوية في ريفي إدلب وحماة، داعياً إلى حماية المدنيين والالتزام باتفاق وقف إطلاق النار.

وأوضح غوتيريس في بيان نُشر أول أمس أن "ثلاثة مراكز طبيّة أصيبت بغارات جويّة، مما رفع عدد هذه المنشآت التي تمّت مهاجمتها منذ 28 نيسان إلى سبعة مراكز على الأقل".
وعبّر عن شجبه لـ "إصابة تسع منشآت تعليمية بهجمات منذ 30 نيسان، وإغلاق مدارس في العديد من المناطق في إدلب، كما أعرب عن قلقه إزاء التقارير عن الغارات الجوية التي استهدفت مناطق مأهولة بالسكان، وبنى تحتية مدنية، خلّفت مئات القتلى والجرحى وأكثر من 150 ألف نازح جديد.
وحثَّ البيان الجميع على احترام القانون الدولي، مطالباً بالالتزام ببنود اتفاق إدلب القاضي بوقف إطلاق النار وإقامة منطقة منزوعة السلاح، مناشداً بشكل خاص الجهات الضامنة لعملية آستانة لمراقبة الاتفاق حتى تحقيقه.
كما طالب السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالوقوف في وجه المجازر التي يرتكبها نظام الأسد بحق المدنيين في سورية، ووقف الهجمات العسكرية على إدلب وحماية المدنيين فيها.
وقال غراهام عبر تغريدة له على حسابه في موقع تويتر الاثنين، إن على الرئيس الأمريكي والعالم أن يتحدثوا عن الهجوم الذي يشنه نظام الأسد على إدلب. وأضاف أن هناك مجازر تحدث بحق المدنيين وحركة نزوح كبيرة جراء ذلك: "لقد حان الوقت كي يقف العالم بوجه جزار دمشق".
وفي ذات السياق ناشد اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية "أوسوم UOSSM"، مجلس الأمن والمجتمع الدولي، لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2286 القاضي بحماية المنشآت الطبية وعمال الإغاثة، داعياً المجتمع الدولي لتمويل إنساني طارئ للمعونة الطبية والمأوى والغذاء والمياه والصرف الصحي للمنطقة التي تتعرض للقصف.
وذكر اتحاد المنظمات "UOSSM" في بيانٍ نشره على صفحته الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي (الفيس بوك)، أنه رصد خلال 72 ساعة الماضية، زيادة كبيرة في الغارات الجوية والقصف في كل من إدلب وحماة، لافتاً إلى مقتل 77 مدنياً ونزوح أكثر من 150 ألف في الأيام السبعة الماضية.
وأوضح بيان المنظمة أن معظم المدن في شمال حماة يتم إخلاؤها بالكامل تقريباً، مشيرةً إلى أن المناطق مكتظة بالسكان، وتفتقر إلى المخيمات والمساكن للنازحين الجدد، مما يترك أعداداً كبيرة بلا مأوى.
كشف البيان عن تعرض خمس منشآت طبية وخمس مدارس للقصف وخروجها عن الخدمة هذا الأسبوع، كما أوقفت العديد من المستشفيات والمدارس عملها، تشمل المرافق الطبية الخمسة التي تم استهدافها وإيقافها "مشفى اللطامنة، مشفى قلعة المضيق، مركز الهبيط للرعاية الصحية الأولية، مركز قاسطون للرعاية الصحية الأولية، والوحدة الجراحية في كفر نبودة".
ولفت الاتحاد إلى أن أكثر من 3.5 مليون شخص بمن فيهم 350 ألف يعيشون في مخيمات اللاجئين، وتعاني المنطقة من نقص حاد في الرعاية الصحية والغذاء والمأوى والصرف الصحي ولا يمكنها تحمل المزيد من عدم الاستقرار.
وأكد اتحاد المنظمات أن العملية العسكرية التي بدأت من 26 نيسان الماضي وأزمة اللاجئين التي ستخلقها ستهدّد السلام والأمن العالميين، مشددا على ضرورة أن يقوم مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمكلف بدعم السلام والأمن العالميين، باتخاذ خطوات استباقية لضمان إلغاء معركة إدلب وحلها بشكل سلمي على الفور.

تعليقات

الأكثر قراءة

لولو

رواية التّماسيح لـ يوسف رخَا.. رؤية المستقبل بالنظر إلى تجارب الماضي

الحرية للشاعر المعتقل ناصر بندق