أوباما يتكلم العربية بطلاقة ويغار من بشار الأسد!


بقلم: معن وطفة
لا يمكن لأي سوري أن ينسى برنامج (حكم العدالة) الذي كان يُبث كل ثلاثاء من إذاعة دمشق، والذكاء الخارق للمساعد جميل وكيفية حل الجرائم والتحليلات المنطقية المحيطة بالقصة والادلة الدامغة، وكأن القصة منقولة عن أحد اقسام الشرطة في سويسرا وليس في سوريا.. وطرق التحقيق مع المعتقلين والتعذيب الذي كان يختصر بعبارة: (يا مساعد جميل خدوا اعملو اللازم) ناهيك المحسوبية والرشوة وغير ذلك!

يعود بي هذا البرنامج الى مطار المزة حين كنت معتقلا في اواخر عام 2011 لدى فرع المخابرات الجوية حيث كنّا في مهجع كبير حوالي ال ٣٠٠ معتقل من مختلف المحافظات السورية بتهم مختلفة حوالي ٩٩٪ من التهم كانت مرتبطة بالثورة السورية وكانت سياسة كل مكان نتواجد فيه تقوم على تعيين رئيس من المعتقلين لتسيير امور المساجين وهو من يُكلّف بالحديث مع السجّانين وتسيير أمور السجن، وتم تعيين شخص من حمص كرئيس للجماعية تهمته تهريب المخدرات من وإلى لبنان؛ كونه الشخص الأكثر وطنية بيننا نحن العملاء المتظاهرين حسب قول السجانين!
وكان من بين الاشخاص المعتقلين معي شاب اسمه (آدم) من اللاذقية يعيش في (الرمل الفلسطيني)، وكان كل منّا يتكلم عن التهم الموجه له، فيما بيننا وعن اعترافاته وكانت تهمة آدم وبعد أكثر من شهر من التعذيب، هي تهريب السلاح الخفيف والثقيل عبر قاربه الخشبي ليلا من إسرائيل إلى (الرمل الفلسطيني) وكان ذلك التنسيق يتم عبر جهازه (الثريا) الذي اشتراه من سوق المستعمل في المدينة بمبلغ (٣٠٠٠) ليرة سورية، والذي يحمل شعار (التفاحة) ويتم تنسيق عملية تهريب السلاح بشكل مباشر مع الرئيس الامريكي اوباما الذي يتكلم اللغة العربية بطلاقة حسب اعترافات آدم تحت التعذيب!
وكان آدم يعمل (مسد كول) رنة للرئيس اوباما، فيقوم اوباما بالاتصال به كون المكالمات الدولية مرتفعة التكلفة، ولا يملك آدم ثمن (وحدات) لإجراء الاتصال ليتم تنسيق عملية نقل السلاح والعمليات العسكرية المقرر تنفيذها.. واعترف آدم أن اوباما منزعج جدا ويغار جدا من بشار الأسد، وبأن بشار الأسد يطغى بشعبيته على أوباما، ويسير بسوريا لجعلها دولة عظمى، ومخططه لتدمير إسرائيل وتحرير الاقصى يزعج اوباما حسب اعترافات آدم تحت التعذيب... كما اعترف (آدم) بأنه في إحدى المرات رافقه شخص من إسرائيل إلى سوريا على قاربه الخشبي، وهو بزي متنكر وتناولوا طعام الغداء سويا في أحد مطاعم الشاطئ الأزرق، وتناقشوا بالوضع الامني، وكيفية إسقاط النظام، وأن هذا الشخص هو (شارون) وتم الكذب بشأن غيبوبته، وبأنهم نشروا خبر غيابه عن الوعي خوفا من تهديد النظام السوري بقتله! وعند سؤال المحقق لآدم ماذا كان المقابل في حال سقط النظام؟ قال بأنهم - أي الاسرائيليون والإمريكيون- سوف يعطونه رحلة كاملة حول العالم هو ولعائلته!
يروي آدم اعترافاته وسط ضحكه وضحكنا جميعاً، وأعقب حديثه بجمله لا يمكن أن أنساها "لو قالوا لي بأنني من قتل الحسين لاعترفت لكي يتوقفوا عن تعذيبي" ويتابع بأنه كان يروي قصصا خيالية تعجب المحقق، وتمنعه من ضربه وكان ذلك يتم مع سيكارة و كاسة شاي!
هذا الاعتراف واحد من عشرات الاعترافات المضحكة المؤلمة التي سمعتها خلال فترة اعتقالي في الاشهر الستة التي قضيتها في فرع المخابرات الجوية بين حلب ودمشق.. وهي واحدة من آلاف الاعترافات التي اُجبر اصحابها على تبنيها امام المحققين والقنوات التلفزيونية الموالية للنظام لتجييش الرأي العام، وإقناعه بفكرة المؤامرة الكونية ضد الوطن وقائد الوطن!
المساعد جميل الذكي والمدافع عن الحق في البرنامج الإذاعي (حكم العدالة) هو الواجهة الإعلامية لمئات المحققين الذين يمارسون أشنع أنواع التعذيب ضد المعتقلين اليوم، وكذلك شماعة المقاومة والممانعة ومعاداة إسرائيل هي الواجهة الإعلامية لنظام لا يعادي إلا أبناء وطنه حفاظًا على كرسي الحكم والطبقة الحاكمة

أورينت نت 11/2/2015

تعليقات

الأكثر قراءة

لولو

رواية التّماسيح لـ يوسف رخَا.. رؤية المستقبل بالنظر إلى تجارب الماضي

الحرية للشاعر المعتقل ناصر بندق