أحرار سورية يعودن إلى ساحات التظاهر

مظاهرات السويداء

منذ السابع من الشهر الحالي تواصل الحشود تدفقها إلى ساحة التظاهر في مدينة السويداء، جنوب سوريا، منددة بالقمع والفساد والتدهور الاقتصادي، ومطالبة بالحرية وإسقاط النظام، حيث هتف المتظاهرون "سوريا لنا وليست لبيت الأسد"، و"يرحم روحك يا ساروت"، و"بدنا المعتقلين.. ليش خايفين الله معنا"، وطالبوا بالإفراج عن معتقلي الرأي، وفي مقدمتهم حمود عقيل المعتقل منذ 25 آذار/مارس 2013، والشاعر ناصر بندق المعتقل منذ 17 شباط/فبراير 2014، ورائد الخطيب الذي اعتقل على خلفية التظاهرات الحالية.

مدينة حلب كذلك شهدت مظاهرة ظهر الأربعاء، وبالرغم من القبضة الأمنية المشددة، فقد جابت المظاهرة حي الجميلية وصولاً لساحة سعد الله الجابري وسط المدينة، مرددة شعارات تطالب بحل الأزمة الاقتصادية وعدم تجويع المواطن، وكان أحد مساجد حي الجميلية ذاته شهد لغطًا كبيرًا ومغادرة الحاضرين المسجد قبل انتهاء صلاة الجمعة هذا الأسبوع بعد اعتراض أحد المصلين على دعاء خطيب المسجد لرئيس النظام بشار الأسد، حيث وصفه المحتج بالقاتل، بحسب صحيفة "المدن" اللبنانية.
وتضامنًا مع الحراك الشعبي في السويداء خرجت عدة مظاهرات في مختلف المناطق السورية يوم التاسع من حزيران، في شهبا بريف السويداء، طفس بريف درعا، وفي القامشلي وإدلب وغيرها من المناطق الخاضعة للنظام أو الخارجة عن سيطرته، فيما دعا أهالي الجولان المحتل لوقفة تضامنية مع الثورة السورية يوم الجمعة المقبل في ساحة بيت التل.
كذلك تأييدًا للحراك السلمي في السويداء وباقي المناطق السورية أصدرت حركة "ضمير" بيانا في التاسع من حزيران، ومما جاء فيه:
"في صبيحة السابع من هذا الشهر أفاق السوريون على ڤيديوهات تتدفق من مدينة السويداء تنقل مظاهرة هادرة تهتف بشعارات سبق أن رددتها الحناجر في الأشهر الأولى من الثورة السورية، وقد تميزت بسقوفها المرتفعة القاطعة والحاسمة برفضها للاستبداد ومطالبتها برحيل رأس النظام.
استغرق السوريون بعض الوقت ليصدقوا أن هذه المظاهرة تحدث الآن مباشرة وأنها ليست من أرشيف مظاهرات السويداء في بداية الثورة.
تتوجه حركة ضمير بعد أيام من هذا التظاهر السلمي الرائع للثائرين لتحيّي جيلا جديدا من الشباب والشابات جعلونا نشهد من خلال وجودهم في الساحات قيامة جديدة للثورة واستمرارا لها بالشعارات ذاتها والإصرار ذاته، بل مضافا إليها شعارات جديدة تطالب بالعدالة الاجتماعية...
وتحول هذا الحراك سريعا إلى ملهم لتظاهرات شارك فيها الأحرار في أكثر من مكان في محافظة درعا وريف دمشق ودير الزور وإدلب وغيرها حيث كانت المظاهرات تهتف وتغني وتبعث بالتحية للسويداء فيما طالب الأحرار في إدلب برحيل النصرة وقادتها عدا عن رحيل النظام، ليشكلوا إضافة من خلال تنبههم لتعدد رؤوس الطغاة.
فلكل الأحرار أينما كانوا تحية من الأعماق، فهم يعيدون إلينا الأمل.

تعليقات

الأكثر قراءة

لولو

حسين العودات.. رحلة القلق والأمل

الحرية للشاعر المعتقل ناصر بندق