ماذا قال دميترو كوليبا خلال زيارته المفاجئة إلى بلغاريا؟

دميترو كوليبا في معرض "أوقفوا الحرب على أوكرانيا" في صوفيا- عن موقع التلفزيون البلغاري

وصل وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إلى بلغاريا في زيارة مفاجئة مساء الثامن عشر من نيسان عبر الحدود البرية مع رومانيا، وغادرها في الحادي والعشرين من الشهر الجاري، بعد أن أجرى سلسلة من اللقاءات مع رئيس الدولة رومن راديف، ورئيس الوزراء كيريل بيتكوف، وبعض المسؤولين في الحكومة والبرلمان. وكما اتضح من تصريحات كوليبا التي تداولتها وسائل الإعلام البلغارية، كان العرض من الزيارة البت في مسألة دعم أوكرانيا بالمعدات الحربية، وهو الأمر الذي تعارضه معظم أحزاب الائتلاف الحكومي.

في أول يومين لم يتمكن أحد من الصحافيين البلغاريين أن يلتقي الوزير كوليبا، وبقيت أخبار الزيارة رهن التكهنات، أما في اليوم الثالث فقد ظهر الوزير الأوكراني أمام شاشات التلفزة وأدلى بتصريحاته، ومنها ما أدلى به أمام عدسة التلفزيون البلغاري (BNT) حيث فاجأ المشاهدين، حين ذكر أنه: منذ بداية العدوان الروسي، أرسلتْ أوكرانيا قائمة موحدة بالأسلحة الضرورية التي تحتاجها، إلى كافة الدول الأعضاء في "الناتو"، بمن فيهم بلغاريا.

وأضاف: "الحكومة البلغارية والبرلمان يعرفون جيدًا ما هي مطالب أوكرانيا. لكننا ننظر بعين الاحترام إلى خصوصية الوضع السياسي الداخلي في بلغاريا، وننتظر من قادة الحكومة والبرلمان أن يقرروا بأنفسهم كيف ومتى سوف يقدِّمون العون لأوكرانيا؟". وحين سُئل عن نوعية المعدات الحربية التي يطلبها؟ أجاب الوزير كوليبا: "عندما تحارب تحتاج إلى كل شيء، من الأسلحة الخفيفة وحتى الطائرات الحربية".

ولم يوضح الوزير الأوكراني بشكل قاطع، إذا ما طلب الدعم بالسلاح أثناء محادثاته مع وزيرة الشؤون الخارجية في بلغاريا تيودورا غينتشوفسكا، اكتفى بالقول: "أحيانًا يتطلب الأمر أن أكون دبلوماسيًا. أنا سعيد جدًا بلقائي مع رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزيرة الخارجية. وبلغاريا اتخذت الكثير من الإجراءات لمساعدة اللاجئين الأوكرانيين، وهذا نقدره عاليًا. أما فيما يتعلق بالدعم بالسلاح فهذا القرار يعود لكم. لكن دعوني أكرر مرة أخرى، أن الذين لا يرغبون، والذين لا يزالون يترددون، والذين يقفون ضد توريد المعدات الحربية إلى أوكرانيا، هؤلاء عمليًا يدعمون الغزو الروسي وقتل المواطنين الأبرياء في أوكرانيا".

في اليوم الرابع من زيارته إلى بلغاريا طلب الوزير دميترو كوليبا بشكل رسمي ومباشر الدعم بالعتاد الحربي من بلغاريا، أثناء حضوره حفل افتتاح معرض للصور الفوتوغرافية بعنوان "اوقفوا العدوان الروسي على أوكرانيا"، أٌقيم في الجناح الأوروبي من مبنى "مجلس الشعب" في صوفيا، بمبادرة من السفارة الأوكرانية وحزب "بلغاريا الديمقراطية".

بين صور الدمار والمباني التي هدمها القصف الروسي في ماريوبول وخاركيف وتشرنيكوف وبوتشا، قال كوليبا: "أعزائي البلغار، الحياة صعبة والظروف قاسية، لكن لا يمكننا دائمًا أن نبقى في الوسط. آن الأوان أن تتخذوا موقفًا إلى جانب الحقيقة، آن الآوان أن تقرروا. الدعم الذي تحتاجه أوكرانيا هو الدعم بالسلاح. أَتفهَّم أن الحكومة البلغارية تجد صعوبة في اتخاذ موقف واضح حول هذا الطلب. فمن الطبيعي في الحكومات الديمقراطية الائتلافية أن تتعارض الآراء وتختلف المواقف. لكن تذكروا أن هناك مدنيون وعسكريون يُقتلون على أرض المعركة، فيما تستمر النقاشات حول إرسال الدعم.

وفي رد الوزير على الحجج التي سمعها ضد إرسال الدعم الحربي، لاسيما التي تدعي أنه كلَّما أُرسل المزيد من السلاح إلى أوكرانيا، كلَّما طال أمد الحرب. وأن الأوكرانيين والروس هم شعبين شقيقين للشعب البلغاري. في رده ذكر كوليبا: أن من يريد حقًا إرساء السلم، عليه دعم أوكرانيا بالسلاح، فمن دون هذا الدعم، روسيا سترتكب المزيد من المجازر، وستدمر المزيد من البنى التحتية والبيوت الآهلة بالسكان، ولأننا على أبواب عيد الفصح أود أن أسأل، كيف يمكن أن نكون أخوة حين تُرتكب مثل تلك الفظائع؟.

كذلك أبدى الوزير عدم اقتناعه باقتراح ما يسمى بـ "تقديم الدعم التكنولوجي لأسباب دفاعية". وقال: إن إرسال الخوذ والسترات الواقية من دون إرسال السلاح، لا يعني أكثر من أن يموت الأوكرانيين محصنين بخوذهم وستراتهم الواقية.

وأضاف "لا يمكن أن تتصوروا كم مرة سمعتُ أعذارًا ومبررات، كيف أنهم لا يستطيعون أن يقدموا المساعدة إلى أوكرانيا. الحقيقة أنهم غير صادقين، أولئك الذين يرغبون في المساعدة سيجدون دائمًا الطرق والوسائل المناسبة لتقديمها.

وختم دميترو كوليبا حديثه بالقول: آمل أن تكون صور هذا المعرض الفوتوغرافي قادرة أن تحمل بعضًا من أعضاء الحكومة والسياسيين في بلغاريا على الإحساس بما يعانيه الأوكرانيون، وأن تدفعهم إلى اتخاذ القرار الصائب. أفضل طريقة لإيقاف المعاناة وإحلال السلام أن تدعموا أوكرانيا، وأن لا تبقوا على الحياد".

 

ترجمة وإعداد تهامة الجندي

المصدر: التلفزيون الوطني البلغاري (BNT)

تعليقات

الأكثر قراءة

لولو

حسين العودات.. رحلة القلق والأمل

الحرية للشاعر المعتقل ناصر بندق