لو كان الدرب سالكًا إلى دمشق يا خالد!

يتلقى ملايين السوريين خبر رحيل أحبتهم وهم في المنفى، يبكون طويلًا، ولا يستطيعون حتى إلقاء نظرة الوداع على من فقدوا.. ديكتاتور الشَّام يغلق الأبواب دونهم، ويفتحها لمن يتقن إيذائهم وقتلهم. وفي الثلاثين من أيلول الماضي صُعق سكان العالم الافتراضي بوفاة خالد خليفة وحيدًا في منزله، وهو في أوج عطائه، لم يتجاوز التاسعة والخمسين، ولو كان الدرب سالكًا إلى دمشق لأُقيمت له أكبر جنازة عرفها كاتب سوري. الفقدُ موجع وحركة الذكريات تثقب القلب، أراني في مقهى "فندق الشام" أجري حوارًا مع خالد خليفة في الشهر الأخير من عام 2001. حينها كان في السابعة والثلاثين، وكان في رصيده الأدبي رواية "حارس الخديعة" و"دفاتر القرباط"، وسيناريو مسلسليّ "سيرة آل الجلالي" و"قوس قزح". أذكر كم كان صديقي عميقًا في تصوير الاستبداد والقهر، كم كان حرًا وقادرًا على تحدي العقبات والرقابات، وكيف صعد سلم الشهرة بجدارة عملًا إثر عمل. أستعيد حديثه وانتبه أنه قال في الختام: "لن أكتب أكثر من أربع أو خمس روايات"، وكانت روايته الخامسة، ما قبل الأخيرة "الموت عمل شاق". ا...