في إجلال الأيقونة.. وهجاء "النخبة"

عبد الباسط الساروت بقلم: ابراهيم الجبين كان لهذه الانتفاضة الشعبية السورية التي اندلعت شرارتها ربيع العام ،2011 أن تجعل من ذاتها في ممرات كثيرة، ظاهرة إنسانية عالمية جديرة بالدرس والبحث المعمق، ليس فقط في مراراتها وحسب، بل حتى في بهجاتها وسطوحها المضيئة. وهي إن لم تقدّم النموذج السياسي الأكثر نضجاً حتى اليوم، إلا أنها قدّمت الرد على أكثر الأسئلة الجارحة التي واجهها بها المراقبون، وفي أحيان كثيرة، أبناؤها ذاتهم الذين لم تتلعثم ألسنتهم وهم يصفونها زوراً وتعالياً بأنها "ثورة أرياف"، وهي في جوهرها "ثورة البحث عن التمدّن" بجدارة. يوم واحد مضى على استشهاد حارس كرة القدم والمغني الشاب عبد الباسط الساروت على تخوم حماة. ابن مدينة حمص، الذي يلخّص مساره وتحولاته مسار وتحولات الانتفاضة ذاتها. والثورة التي حاول ويحاول الجهل والنفاق النخبوي كسرها ووصمها بما لا حصر ولا عد له من الاتهامات، فقط كي يعفي مروجو تلك الخرافات أنفسهم من العمل ومن تحمّل المسؤولية عما كان، وما ينبغي أن يكون وما سيكون.