الدور الأسود للرجل الأبيض

في الجولة الأولى من مفاوضات "جنيف2"، قدَّم وفد "الائتلاف" صور التعذيب الوحشي في السجون السورية، وفي الثانية عرض وثائق، تثبت علاقة النظامين السوري والإيراني بـ"داعش" و"القاعدة"، وما من عاقل يشك، أن أجهزة الاستخبارات الغربية بمراصدها الجوية والبرية والبحرية، ورجالها المنتشرين في كل مكان من العالم، لم تكن قادرة على اكتشاف تلك الحقائق المروّعة من قبل انعقاد المؤتمر، مع ذلك كانت المعلومات الواردة في الوثائق خطوة تكتيتية لافتة، استطاعت أن تحرّك الرأي العام العالمي، ولم تقدر أن تشكل ورقة ضغط على الجانب الآخر، وإذا كان وفد "الائتلاف" أبدى مرونة كبيرة في سلوكه التفاوضي، فلم تكن مرونة القادر على فرض التسوية، إنما مرونة العارف مسبقًا بفشل المفاوضات.