المشاركات

"رأس السنة" في إدلب!

صورة
بقلم: حازم صاغية منذ أربع سنوات لا يمرّ «رأس السنة الجديدة» على إدلب السورية. هناك لا تتغيّر السنوات. «الرأس» لا يتميّز عن سواه من مفاصل الزمن، وليس من «عيد» يميّز يوم إدلب عن سواه في الأيّام. الجديد هو القديم مُضاعفاً. «نعم، لقد سبق أن رأينا ذلك قبلاً، لكنّه اليوم أفظع»: هذه هي الحكمة هناك وهذا هو الاكتشاف الأوحد. إنّ تكرار المقتلة المقرونة بالخديعة والتجاهل هو سيّد الأشكال والمعاني، وهو تاج الأزمنة.

تدمير ما لم يدمر بعد.. قتل من لم يقتل بعد

صورة
بريشة موفق قات   بقلم: بكر صدقي هذا ما يبدو أنه البرنامج الوحيد الذي يعمل نظام الكيماوي في دمشق على تنفيذه. فلا أحد يعرف ما الذي سيفعله النظام بالمدن والبلدات المدمرة والمفرغة من سكانها، في محافظة إدلب، بعد احتلالها. فإذا استأنسنا بالتجارب السابقة سنرى أن شرقي حلب أو الغوطة الشرقية، على سبيل المثال، لم تشهدا عودة للنازحين عنها إلا بنسب منخفضة جداً، وذلك بفعل التضييق الذي تمارسه أجهزة النظام على عمليات العودة، إضافة إلى عدم رغبة النازحين بالعودة إلى جحيم “الوطن الأسدي”. قد يكون البديل عن السكان الأصليين لتلك المناطق المدمرة سكاناً جدد تنطبق عليهم مواصفات “التجانس” المطلوبة بمعانيها السياسية والأهلية والمذهبية، لكن إمكانية تطبيق ذلك تتوقف على إعادة تأهيل تلك المناطق لتكون صالحة للحياة، وهو ما يتطلب موارد كبيرة تعجز عنها إمكانات النظام المختنق في أزمته، وكذا بالنسبة لإمكانات حليفيه الروسي والايراني. أما استجلاب موارد دولية لإعادة الإعمار فهو يشترط حلاً سياسياً، حتى لو كان بمفهومه الروسي، لا يبدو النظام بالذات مستعداً لتأمين موجباته، على ما رأينا تنصله من اجتماعات اللجنة الدستورية

تنفيذي بدل احتياطي: إضافة جديدة لقوننة نهب السوريين

صورة
بريشة هاني عباس بقلم: منصور العمري أقر مجلس الشعب السوري الذي يمثل نظام الأسد تعديلًا على الفقرة (هـ) من المادة 97 في قانون خدمة العلم، المتعلق بدفع بدل فوات الخدمة العسكرية. شمل التعديل إلغاء الحجز الاحتياطي واستبدال الحجز التنفيذي به، أي منح الدولة “حق” التصرف بالأموال والممتلكات المصادرة وليس فقط تجميدها، وألغى شرط التبليغ المنصوص عليه في قانون الجباية السوري. أما مبلغ البدل المحدد بثمانية آلاف دولار فليس جديدًا، بل أقره بشار الأسد بمرسوم عام 2014. لا يبدو أن كثيرًا من السوريين سيدفعون هذا المبلغ، ولكن في المقابل يندرج التعديل الجديد في إطار سياسة الأسد بقوننة الاستيلاء على الأراضي والبيوت والممتلكات من أجل مشاريع الاستثمار والإعمار.

صحيفة "الأخبار" تمثّل بجثث السوريين

صورة
بريشة أكرم رسلان بقلم: يوسف بزي في لحظة حلول النكبة على إدلب، واستئناف النظام السوري حملة التدمير الشامل والتشريد الجماعي والتطهير السكاني، أبت صحيفة "الأخبار" إلا أن تثبت مرة أخرى تلذذها بالمشاركة في قتل السوريين، بل والإمعان في إهانة الأحياء منهم والأموات معاً. تلك الصحيفة التي تتمتع باحتقارها للبنانيين في انتفاضتهم وللعراقيين في ثورتهم وللإيرانيين في هباتهم وللسوريين في نكبتهم، نشرت صباح السبت 28 من كانون الأول الحالي، أن الهجوم الكيماوي على دوما وحسب "ويكيليكس" هو "ملفّق". وبدت الصحيفة محتفلة ومبتهجة بتقريرها هذا.

أدونيس.. ليس سوى الخميني! وعودة الحجيج اللبناني إلى دمشق

صورة
بريشة هاني عباس بقلم: راشد عيسى من أبرز ما قال أدونيس في مقابلته لبرنامج «حكايتي» مع المذيعة اللبنانية رابعة الزيات: «كنت أتمنى أن أرى كتابات لرجال دين أضعها على الطاولة مع كبار كتاب الغرب عن الدين». وأضاف «ليس هناك مفكر مسلم واحد. لا أجد في المليار ونصف مليار مسلم مفكراً واحداً». إنْ خطرَ للمرء أن يتفق مع هذه النظرة، مفسّراً إياها بتطلّب استثنائي ومواصفات خارقة لمعنى المفكر، فسيصطدم على الفور بكلامه التالي حول نوعية المفكر، الذي يريده الشاعر السوري، حين قال إن الخميني «عمل ثورة داخل الفقه الشيعي. فولاية الفقيه شيء جديد كلياً، وعلى مستوى ثوري».

سيلفي نوح زعيتر

صورة
بريشة أكرم رسلان بقلم: ماهر شرف الدين سنة 2007، وبالقرب من مكان عملي في بيروت، التقيتُ صدفةً أحد صحافيي جريدة "الأخبار"، فبادرني بالقول إنه مسافر إلى سوريا. ثمَّ سألني ضاحكاً –لأنه يعرف بأني ممنوعٌ من دخول بلدي- إذا ما كنتُ أرغب بشيءٍ يجلبه لي من هناك؟! لقد كان ذلك السؤال أقسى مزحةٍ تلقَّيتُها في حياتي! *** عاودتني هذه الذكرى القاتمة، اليوم، وأنا أُطالع صورة السيلفي التي التقطها تاجر المخدّرات اللبناني الشهير نوح زعيتر لنفسه في ساحة الأمويين بدمشق.

يوم ونيّف في يبرود

صورة
عاصم الباشا بقلم: عاصم الباشا بالأمس ودعت زوجي نيكول في مطار دمشق في السادسة صباحًا عائدة إلى مدريد، كنا قد نجحنا في مغادرة يبرود مع بدء اجتياح الدبابات لها، أي بعد انفجار القذيفة الرابعة . لم نهرب، فعلنا كي لا تضيع فرصة عودتها، وقد فاجأتني برباطة جأشها، تصرّفت وكأن قذائف الدبابات ولعلعة الرصاص من كل جانب أمر اعتادته . قيل لنا فيما بعد إنهم منعوا كل خروج أو دخول إلى المدينة بعد اجتيازنا حاجزي العسكر والشبّيحة بربع ساعة . ودّعتها وانطلقت عائدًا إلى يبرود . لم أصادف عائقًا لوصولي إلى “عين العصافير” حيث مشغلي . في السابعة والنصف صباحًا كانت الشمس دافئة، فقلت لنفسي، عملاً بالتقليد الروسي بعد سهرة عامرة مع أصدقاء وليلة قضيتها بلا نوم، اشرب كأسًا من البيرة قبل أن تزور أمّك . ما إن تجرّعت رشفتي الأولى حتى ارتجّ الوادي بانفجار القذيفة الأولى، جاءت الإصابة على تاج صخري يعلو مكمني بحوالي المئتي متر .