أرخبيل غولاغ لـ ألكسندر سولجنيتسين.. سياسة الاعتقال وتصفية المعارضين في الاتحاد السوفيتي

 

"أرخبيل غولاغ" وثيقة إبداعية هامة، تكشف القمع والفساد والتضليل الإعلامي الذي مارسه النظام الشيوعي السوفيتي لعقود طويلة، ما أسفر عن انهياره من تلقاء نفسه. فقد شنت السلطة الحاكمة حروب، ونفذت حملات اعتقال متعاقبة ضد شرائح اجتماعية بكاملها، وليس ضد جرائم وتهم محددة، ومنذ عام 1918 كتب لينين "إن الهدف العام الوحيد هو تنظيف الأرض الروسية من الحشرات". وكانت الحشرات من منظوره ومنظور السلطة التي يترأسها هم: الاشتراكيون والمثقفون والمفكرون والأكاديميون والمهندسون ورجال الكنيسة والمؤمنون والفلاحون والملاك والكثير من الشيوعيين وكل من اشتُبه بتبرمه من النظام.

هؤلاء اعتُقلوا وتعرضوا للتعذيب للاعتراف بأفعال لم يرتكبوها، ومنهم من أُعدم رميًا بالرصاص، ومنهم من أُرسل إلى معسكرات الأعمال الشاقة ليعيش سنوات طويلة في ظروف لا إنسانية. ويذكر مؤلف الكتاب ألكسندر سولجنيتسين أنه "صادف أن زُج كثير من الاشتراكيين في نفس الحجرة التي كان فيها في الزمن القيصري، بل إنه وقع تحت يد السجان ذاته".

كما يذكر المؤلف أن "تانيا خودكيفتش حُكمت عشر سنوات على قصيدة: صلِ كما شئت وبحرية/إنما/كي يسمع الله فقط". 

في أيام ستالين "كان مستقبل المعتقلين متعلقًا إلى حد كبير بمقدار الرشوة وقيمتها. لقد قبلوا منها دون حياء وخجل". يقول المؤلف ولعل ما وصفه في كتابه انطلاقًا من تجربة اعتقاله الشخصية ينطبق إلى حد كبير على كل الأنظمة الشمولية (التوتاليتارية) التي ظهرت في القرن العشرين.

من يقرأ كتاب سولجنيستين "أرخبيل غولاغ" يلحظ التشابه الكبير بين سجون "الاتحاد السوفيتي" سابقًا وبين السجون السورية. المدرسة ذاتها مع الفارق أن تجربة النظام السوري باتت أعرق في قهر المعارضين المعتقلين وفي تصفيتهم. 


تهامة الجندي

نُشر على موقع غودريدز ضمن عروض الكتب

*"أرخبيل غولاغ" تأليف: ألكسندر سولجنيتسين، ترجمة: نجم سلمان الحجار، ط2 2013، دار علاء الدين، دمشق.

تعليقات

الأكثر قراءة

رواية التّماسيح لـ يوسف رخَا.. رؤية المستقبل بالنظر إلى تجارب الماضي

زيلينسكي: اسألوا أنفسكم لماذا لا يزال بوتين قادرًا على الاستمرار في الحرب؟

أليكسي نفالني.. وفاة صادمة في السجن وليست مُفاجِئة