ساحة الكرامة تُغني عاشتْ سوريا ويسقط الأسد


 بين ثقافتين
في الأول من الشهر الجاري ولليوم الثالث عشر على التوالي، يتواصل الحراك السلمي في مدينة السويداء السورية، ذات الغالبية الدرذية، للمطالبة بإطلاق الحريات العامة ورحيل النظام، حيث شهدت "ساحة الكرامة" يوم الجمعة المئات من المتظاهرين والمتظاهرات يهتفون "عاشت سوريا ويسقط بشار الأسد"، ويرفعون لافتات تنادي بتطبيق القرار الدولي 2254 والإفراج عن المعتقلين.

كذلك خرج أهالي درعا في مظاهرة لدعم الحراك في السويداء وللمطالبة بإسقاط نظام الأسد، كما شهدت بعض المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري في إدلب وشمال حلب مظاهرات مماثلة.

في تصريح لشبكة CNN قال ريان معروف، محرر موقع "السويداء 24" الإخباري المحلي، إن المظاهرات في الأيام الأخيرة امتدت إلى عدة قرى في محافظة السويداء، واجتذبت مئات الأشخاص. وأن المتظاهرين أغلقوا أيضًا مقر حزب البعث الحاكم. كما نوه إلى احتجاجات الأسبوع الماضي في مدينة جرمانا ضمن ريف دمشق، مشيرا إلى أنها: "المرة الأولى التي نشهد فيها احتجاجات في جرمانا، التي كانت معروفة دائمًا بأنها مدينة داعمة للنظام في عام 2011".

وفي رده على عدم تدخل النظام لقمع المتظاهرين، قال معروف: "يبدو أن قوات الأمن تحاول احتواء الأمور دون إثارة اشتباكات، وهذا واضح للغاية من الطريقة التي تتصرف بها السلطات، على الأقل حتى الآن"، وأضاف: "النظام السوري يدرك اليوم أن أي رد فعل عنيف على المتظاهرين سيؤدي إلى دوامة من العنف غير المسبوق في السويداء".

اللافت في احتجاجات السويداء منذ بدايتها هو الحضور الكثيف والفاعل للمرأة، وفي حديث لموقع الحرة قالت الناشطة لبنى الباسط: "بعد 12 عامًا عدنا إلى الشارع، ومستمرون حتى إسقاط النظام، قاتل الأطفال والنساء، كيف نتراجع وهو من حوَّل السويداء إلى بؤرة للمخدرات والكبتاجون، ويسعى إلى تخريب النسيج الاجتماعي"، واعتبرت أن دور العنصر النسائي لافت في الاحتجاجات، وهو امتداد لنضال السوريات في جميع أنحاء سوريا لكي تتجدد الثورة.

والملاحظ أن تجدد الحراك السلمي في السويداء وباقي المناطق السورية، سواء تلك التي يسيطر عليها النظام السوري أم التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة، جاء ردا حاسما على تطبيع العلاقات العربية مع نظام الأسد، وبحسب تشارلز ليستر، مدير برنامج سوريا في معهد الشرق الأوسط في واشنطن: "بالنسبة لأولئك الذين ظلوا يتشككون بشدة في التطبيع، فإن كل ما يحدث الآن هو دليل إضافي على ما كان ينبغي أن يكون واضحًا طوال الوقت: الأسد ليس هو الحل للفوضى والمعاناة في سوريا، بل هو السبب".

تعليقات

الأكثر قراءة

رواية التّماسيح لـ يوسف رخَا.. رؤية المستقبل بالنظر إلى تجارب الماضي

علي الشهابي.. شريك الثورة والجراح

صحيفة "الأخبار" تمثّل بجثث السوريين