المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف أدب السيرة الذاتية

الخروج من الكهف لـ فرج بيرقدار.. حين تأتي الحياة في رسالة صغيرة

صورة
"السوري إما سجين سابق، أو سجين راهن، أو سجين مؤجل"، يقول فرج بيرقدار، ويعتقد بأن اسم سوريا مشتق من السوريالية، وهو لا يغالي في الوصف، فقد كان نصيبه أربعة عشر عامًا من مشهد العذاب، قبل أن يخرج من وراء القضبان، ويُصاب بصدمة الحرية، وهو يحاول عبثًا، أن يستعيد علاقته بنفسه وبمحيطه، وقبل أن تصله رسالة من مدير مؤسسة "شعراء من كل الأمم"، تدعوه للإقامة في هولندا لمدة سنة، فيخرج إلى الفردوس، بعد "أربعة شهور منحوسة وموبوءة بالاتصالات والمواعيد والمقابلات والأسئلة والمراسلات"، إلى أن اكتملت أوراقه، واجتاز حدود "مزرعة الرعب".

غاندي في "قصة تجاربي مع الحقيقة".. على المرء أن يحب أدنى المخلوقات كما يحب نفسه

صورة
أعادت "ثورات الربيع العربي" إلى مقدمة الواجهة الفكرية أسلوب "اللاعنف" لنيل الحقوق والحريات، الأسلوب الذي أرسى قواعده نظريًا وعمليًا موهانداس كرمشاند غاندي (1869-1948)، ومن يقرأ سيرة غاندي التي صدرت طبعتها الأولى باللغة الجوجراتية في مجلدين عاميّ 1927و1929 تحت عنوان "قصة تجاربي مع الحقيقة"، من يقرأ السيرة سوف يُفاجئ أن هذا الرجل الذي ذاع صيته في جميع أرجاء العالم، ولُقب بالمهاتما أو "الروح العظيمة"، وكان واحدًا من أبرز قادة حملات العصيان المدني الشامل التي أدت إلى استقلال بلده الهند عن المملكة البريطانية عام 1947. هذا الرجل دخل معترك الحياة صغيرًا، وكان شخصًا بسيطًا، تغزو نفسه العديد من المخاوف والأهواء، لم يتسع وقته لقراءة الكثير من الكتب، ولفترات طويلة من عمره لازمه خجل فطري حاد، كان يوقعه في الكثير من المواقف الاجتماعية المحرجة، ويجعله يشعر بالدوار ويتلعثم إذا ما اضطر إلى إبداء رأيه أو إلقاء بضعة كلمات أمام الجمهور.

بوّابات أرض العدم لـ سمر يزبك.. نموت أو ننتصر

صورة
"وجه منّهل يقطر دمًا، وعيناني تنّطبقان وتنّفتحان، اعتقدّتُ أنه يحّتضر، لأن كمية الدماء النازفة كانت كثيفة. سألته: "أنتَ بخير؟"، نسيت وجود الرجل المسلّح الملثّم، لولا صرخته المرعبة: "فوتي وليك". وجّه مسدسه إلى وجهي. سمعت صوت قلبي يسقط مثل قذيفة. نظرت إليه بثبات وهدوء، وقلت له: "عفوًا بعتذر"، ثم أغلقت الباب، وجلست على السرير. انحصر تفكيري فقط في أن اللحظة القادمة، هي اللحظة التي ستتهاوى فيها جثة  منّهل، ويُفتح الباب، ويُطلق على رأسي الرصاص، أو أغيب في عتمة الخطف".  المشهد السابق، ليس من صنع الخيال، هو مقطع من تجربة حقيقية عاشتها الروائية السورية سمر يزبك، ودوّنتها في كتابها "بوابات أرض العدم"، حيث كانت شاهدة على اقتحام مجموعة مسلّحة مقرّ المكتب الإعلامي في "سراقب"، واختطاف الصحفي والمصوّر البولندي مارتن سودر. والكتاب صدر عن "دار الآداب" ببيروت عام 2015، وتُرّجم إلى العديد من اللغات الأجنبية، وقد ترجمته إلى الفرنسية رانيا سمارة، وهي الطبعة التي رُشّحت مؤخرا لنيل جائزة ميديسي للرواية هذا العام.

موت في العائلة لـ كارل أوفه كناوسغارد.. فن التقاط الهشاشة وتمجيد الضعف

صورة
هاتفني الصديق الحارث النبهان، وأبلغني رغبته بإهدائي آخر كتاب نقله إلى العربية، صدر حديثًا عن دار التنوير. فرحتُ بهديتي واستعجلت بجلبها لثقتي بالعناوين التي يختارها والترجمات التي ينجزها. كان الكتاب يحمل اسم "كفاحي"، ولم يكن يحمل توقيع أدولف هتلر، بل توقيع الكاتب النرويجي كارل أوفه كناوسغارد على روايته الأولى الصادرة عام 2009، تحت عنوان فرعي "موت في العائلة"، ضمن إطار سلسلة تقع في ستة أجزاء، وثلاثة آلاف وستمئة صفحة. لم أقرأ للمؤلف من قبل، واعتقدت أن كتابه سيتناول واحدة من القضايا التي شغلت العالم، أو بلده على الأقل إبان الحرب العالمية الثانية، وكانت أولى الصفحات تتحدث عن الموت، وعن رغبة البشر في طمس معالمه عن طريق إخفاء موتاهم بأسرع وقت ممكن، ولوهلة ظننتُ أن تداعيات البداية ستقودني إلى محارق النازية أو شيء من هذا القبيل، لكن الصفحات الأخرى كانت بعيدة كل البعد عن تخميناتي.