المشاركات

بين إدلب ودمشق

صورة
بقلم: مهند الحاج علي فجأة، أعادنا النظام السوري الى السنوات الأولى من عملياته العسكرية. عائلة بأسرها تُدفن تحت الرُكام. أم حامل وأطفالها. بعض المدفونين تحت الركام حي في رمقه الأخير. طفل يخرج من ركام منزله يتيماً لا يملك سوى غبار يُغطي جسده من حياة ولّت ولم يبق منها سوى الألم. إنها ”الأزمة“ السورية كما نعرفها، أي مذبحة متواصلة ولا رادع أو رقيب سوى كاميرات هواتف جوالة.

اسمي ادلب

صورة
بقلم: علي الرز كلّ جريمتي أنني عندما سمعتُ الناس تهْتف للحرية فَتَحْتُ ساحاتي لها. كان مَنْظَرُ الكهولِ يتقدّمون مسيرات الشبان والشابات أشبه بزغاريد الأرض، فهؤلاء برْهنوا أن صبرَهم على الضيم لم يَعْنِ انقطاعَ الحلمِ في قلوبهم، وأن سكينتَهم أمام البطش لم تكن استسلاماً، وأن تَظاهُرَهم أمام أقسى آلةٍ عسكرية يشبه فيضانَ خيرِ أشجارِ الزيتون التي ملأتْ حقولي عن بكرة أبيها.

محرقة إدلب وأهدافها

صورة
بقلم: عقاب يحيى تقول الوقائع إن اتفاقات خفض التصعيد، وتحديد مناطق بعينها، كانت كذبة كبيرة، ومسرحية قامت بها روسيا، لتمكين النظام من استعادة السيطرة عليها، تحت وقع المحرقة الروسية وما فرضته من أمر واقع، و”مصالحات” قسرية خدمت المشروع الروسي والنظام السوري، والوجود الإيراني. لقاءات أستانا التي كانت من إعداد وإخراج الروس بشكل رئيس، والتي اضطرت تركيا إلى المشاركة فيها بعد هزيمة حلب، كان ظاهرها إيقاف أعمال العنف والحرب، من “الطرفين المتحاربين” (النظام وفصائل المعارضة) وباطنها شيء آخر، حيث إنها ركّزت على المناطق التي كانت خاضعة للمعارضة فقط، وانتهت بالتهامها، ولم يبقَ منها سوى إدلب.

هموم السوريين في شهر رمضان

صورة
من أعمال نهاد الحلبي بقلم: أكرم البني باتت «لمّة» شهر رمضان، خانقة ودائمة... يقول خالد متحسراً، ويستدرك، كنا ننتظر هذا الشهر الفضيل كي ننعم بطقوسه... بفرح الأسرة في اجتماعها... بتعاضدها وتراحمها لتخفيف وطأة ما تكابده في حياتها، لكن حين يغدو بيت العائلة في العاصمة، ملاذاً لأبنائها المنكوبين من حرب همجية طالت، فنحن في «لمّة» مستمرة وموجعة... شقيقتاي، الكبرى، الهاربة من جحيم درعا، والتي أُعلمت منذ أسابيع بموت أحد أبنائها في سجون النظام بعد سنوات من اعتقال جائر، والصغرى، مع من تبقى من أطفالها وقد مزق القصف زوجها ودمر منزلهما الجميل في حي برزة الدمشقي... أخي وزوجته وطفلاه وقد خسروا كل شيء في معارك حلب... صبيتان صغيرتان من أبناء عمومتنا، كانتا الناجيتين الوحيدتين من أسرتهما، وانضمتا إلينا أخيراً، زوجة شقيقي الأصغر وطفلتها الرضيعة، والذي فُقد في إحدى جبهات القتال، وقيل إنهم لم يجدوا له أي أثر، ويكتمل الوجع، بدموع زوجتي التي تنسال صامتة على وجنتيها، خلال إعدادها ما تيسر من الإفطار الرمضاني، قلقاً وحزناً على أحوال ابننا البكر الذي سيق إلى الخدمة العسكرية، بما هو سوق نحو القهر والذل وال

إدلب تحت النار

صورة
منذ أن بسط النظام السوري سيطرته على درعا في يوليو 2018، أعلن ان وجهته التالية ستكون إدلب، وبدأ بحشد قواته وشن الغارات الجوية العنيفة على قرى وبلدات المنطقة الرابعة والأخيرة الخاضعة لاتفاقية خفض التصعيد (محافظة إدلب وأجزاء من محافظات حماة وحلب واللاذقية)، بالرغم من كل المناشدات التي حذرت من العواقب الوخيمة لفتح معركة في هذه المنطقة التي باتت تضم حوالي أربعة ملايين نسمة، نصفهم تقريبًا ممن هجروا قسرًا من المناطق التي استعادها النظام، بعد أن رفضوا الدخول بمفاوضات التسوية معه.

وداعًا والدي.. وداعًا أصدقائي

صورة
بريشة نهاد الحلبي بقلم: هاني الزيتاني لا زلت أذكر لحظة سماع اسمي للخروج من قبري الثاني، كان ذلك صباح الرابع عشر من شهر تشرين الثاني عام 2012. صعدت على درج طويل ولا يستر جسدي سوى سترة منسوجة من الصوف لونها أقرب إلى لون ورق شجرة الزيتون، كانت قد أهدتني إياها زوجتي قبل ليلة من دخول قبري الأول. إضافة إلى قطعة من القماش القطني تستر عورتي، كان لونها من لون ورق شجرة التين. لم تكن قدماي قادرتان على حمل جسمي النحيل، كانتا مخدرتين تمامًا بسبب عدم استعمالهما للمشي مدة مئتان وثلاثة وسبعين يومًا. في ذلك اليوم، لم أكن أعلم وجهتي. كنت أسير باتجاه المجهول معصوب العينين مقيدًا من يدي اليسرى بجنزير طويل مع عدة أشخاص لا أعرف عددهم، لكنني كنت أشعر بمصيري المشترك معهم.

السوريون يريدون الحرية

صورة
رزان زيتونة بمناسبة حصولها على جائزة آنا بوليتكوفسكايا، في السادس من تشرين الأول/ أكتوبر 2011، كتبت رزان زيتونة: عزيزتي آنا بوليتكوفيسكايا أدرك جيدًا أن هذا التكريم الذي يحمل اسمك ليس موجهًا إلي، بصفتي الشخصية، بقدر ما هو موجه إلى أبناء وبنات شعبي الذين هُدرت دماء أكثر من ثلاثة آلاف منهم، خلال الأشهر السبعة الماضية، بعقلية الإجرام والإقصاء نفسها التي هُدر فيها دمُك. أدرك أن شغفك بالحقيقة، والدفاع عن الكرامة الإنسانية الذي دفعتٍ حياتك ثمنًا له، هو حلقة في سلسلة تمتد من أقصى العالم إلى أقصاه، عبر أفراد أو شعوب تؤمن بحق الجميع في حياة عادلة خالية من القهر والإذلال والعبودية.