المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف قراءة في كتاب

دمشق في النصف الثاني من القرن التاسع عشر

صورة
في كتاب "الروضة الغناء في دمشق الفيحاء" لمؤلفه نعمان أفندي قسطالي نقرأ توصيفًا تفصيليًا ومنهجيًا لما كانت عليه الحياة الدمشقية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وظهر الكتاب للمرة الأولى عام 1876، وأُعيد طبعه مرتين، الأولى عام 1974، والثانية في العام 2007 من تحقيق وتقديم خيري الذهبي، أما المؤلّف القساطلي فهو من مواليد دمشق عام 1854، وقد أصدر كتابه هذا وهو في الثانية والعشرين من عمره، كذلك كتب في مجلة "الجنان" لبطرس البستاني و"لسان الحال" لخليل سركيس، وألّف كتابا آخر لم يُطبع بعنوان "مرآة سورية وفلسطين" ونسب له الدكتور عبد الكريم غرابة كتاب "جسر اللئام عن نكبات الشام" غير أنه لم يصلنا، كما أنه كان واحدا من أوائل القصاصين في سورية، وقد توفي عام 1920.

الثقافة والاستبداد لـ غسان الجباعي.. الثقافة تبني معنى الحرية وإرادة التغيير

صورة
"من هو المثقف؟ وما هي الثقافة؟ ومن هي السلطة؟ وما هو دور الحرية بينهما وفيهما؟ وإذا كانت السلطة –الدولة- أداة قمع وضرورة لا بد منها، لتنظيم الحقوق وتطبيق القانون والعدل، وبناء الدولة الحديثة ومؤسساتها، فهل يكون الاستبداد كذلك؟ هل السلطة والاستبداد شيء واحد؟ وهل يستطيع الاستبداد بناء دولة؟ وما هو دور في كلتي الحالتين، خاصة في ظل أنظمة القمع الشمولية؟". أسئلة ملحّة، تفرضها ثورات "الربيع العربي" بكل احتمالاتها وارتكاساتها، يطرحها علينا غسان الجباعي في كتابه "الثقافة والاستبداد" ويحاول أن يجيب عنها من موقعه كمثقف معارض، خبر المعتقل السياسي، وعانى من مختلف أشكال التهميش والحصار، من دون أن يستسلم لآلة القمع، فهو محصّن بقوة داخلية، تجعله ينجح دوما بفتح ثغرة في جدار العزّل، يطل منها على الجمهور، أحيانا بوصفه شاعر وقاص، وأخرى بوصفه مسرحي وروائي وكاتب سيناريو.

بوّابات أرض العدم لـ سمر يزبك.. نموت أو ننتصر

صورة
"وجه منّهل يقطر دمًا، وعيناني تنّطبقان وتنّفتحان، اعتقدّتُ أنه يحّتضر، لأن كمية الدماء النازفة كانت كثيفة. سألته: "أنتَ بخير؟"، نسيت وجود الرجل المسلّح الملثّم، لولا صرخته المرعبة: "فوتي وليك". وجّه مسدسه إلى وجهي. سمعت صوت قلبي يسقط مثل قذيفة. نظرت إليه بثبات وهدوء، وقلت له: "عفوًا بعتذر"، ثم أغلقت الباب، وجلست على السرير. انحصر تفكيري فقط في أن اللحظة القادمة، هي اللحظة التي ستتهاوى فيها جثة  منّهل، ويُفتح الباب، ويُطلق على رأسي الرصاص، أو أغيب في عتمة الخطف".  المشهد السابق، ليس من صنع الخيال، هو مقطع من تجربة حقيقية عاشتها الروائية السورية سمر يزبك، ودوّنتها في كتابها "بوابات أرض العدم"، حيث كانت شاهدة على اقتحام مجموعة مسلّحة مقرّ المكتب الإعلامي في "سراقب"، واختطاف الصحفي والمصوّر البولندي مارتن سودر. والكتاب صدر عن "دار الآداب" ببيروت عام 2015، وتُرّجم إلى العديد من اللغات الأجنبية، وقد ترجمته إلى الفرنسية رانيا سمارة، وهي الطبعة التي رُشّحت مؤخرا لنيل جائزة ميديسي للرواية هذا العام.

.بالخَلاصْ يا شَباب! لـ ياسين الحاج صالح.. تأملات حول الاعتقال التعسّفي ومستقبل العدالة في سوريا

صورة
ربما يكون مفاجئًا ما أورده ياسين الحاج صالح في كتابه "بالخلاص يا شباب" من أن "السجن في سوريا الثمانينات وأكثر التسعينات، كان مكانًا أكرم من أي مكان آخر، لأي شخص مستقل الضمير ومعارض للنظام"، وقد يكون من المستغرب، أن يعاين المعتقل السياسي بوصفه فضاء للعيش المشترك، ومجالًا للتراكم المعرفي والثقافي، لا باعتباره شرطًا للأذى النفسي والجسدي، ومقياسًا لمصادرة الحياة، لكن مع هذا المنظور الجديد لمحاكمة تجربة الاعتقال التعسّفي، يضع الكتاب علامة فارقة في سياق ما حفلت به "نصوص السجن" السورية، تجعله أشبه بدراسة حالة وجودية، تنزع إلى مقاومة وحش الاستبداد، الذي يبتلعنا نحن السوريين منذ حوالي نصف قرن، داخل المعتقلات وخارجها.

موت في العائلة لـ كارل أوفه كناوسغارد.. فن التقاط الهشاشة وتمجيد الضعف

صورة
هاتفني الصديق الحارث النبهان، وأبلغني رغبته بإهدائي آخر كتاب نقله إلى العربية، صدر حديثًا عن دار التنوير. فرحتُ بهديتي واستعجلت بجلبها لثقتي بالعناوين التي يختارها والترجمات التي ينجزها. كان الكتاب يحمل اسم "كفاحي"، ولم يكن يحمل توقيع أدولف هتلر، بل توقيع الكاتب النرويجي كارل أوفه كناوسغارد على روايته الأولى الصادرة عام 2009، تحت عنوان فرعي "موت في العائلة"، ضمن إطار سلسلة تقع في ستة أجزاء، وثلاثة آلاف وستمئة صفحة. لم أقرأ للمؤلف من قبل، واعتقدت أن كتابه سيتناول واحدة من القضايا التي شغلت العالم، أو بلده على الأقل إبان الحرب العالمية الثانية، وكانت أولى الصفحات تتحدث عن الموت، وعن رغبة البشر في طمس معالمه عن طريق إخفاء موتاهم بأسرع وقت ممكن، ولوهلة ظننتُ أن تداعيات البداية ستقودني إلى محارق النازية أو شيء من هذا القبيل، لكن الصفحات الأخرى كانت بعيدة كل البعد عن تخميناتي.

ثورات بلا ثوّار لـ فواز طرابلسي.. الشعب مصدر الشرعية والسلطة

صورة
ماذا تعني "الثورات العربية" بمستوياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ما هي مفاعيل العنف وتبعاته، وما هو دور اليسار والعروبة في خضم المرحلة الراهنة؟ أسئلة كثيرة من هذا المنحى الإشكالي الشائك، يطرحها ويجيب عنها كتاب الباحث اللبناني فواز طرابلسي "ثورات بلا ثوّار"، وحتى لا يلتبس العنوان على القارئ، ويبدو وكأنه انحياز ضد الصيرورة الثورية، يوضح المؤلف منذ المقدّمة، أنه يعني به "ثورات بلا تنظيم"، فهي التعبير الأصدق عن اندلاع الغضب والوجع والرفض الذي راكمته الجماهير ضد أنظمتها الاستبدادية الفاسدة، عبر أربعة أو خمسة عقود من الزمن.  يتألف الكتاب من قسمين، الأول يضم خمس دراسات تتأمل في واقع الثورات العربية، الحرب الأهلية، الأيديولوجيا القومية واليسار العربي، أما القسم الثاني فهو مجموعة من المتابعات التحليلية للحدث السياسي الأبرز في المنطقة العربية خلال العامين المنصرمين، كدخول عناصر من حزب الله إلى سوريا، للقتال إلى جانب نظام الأسد.

يوسف بزي- ضاحية واحدة مدن كثيرة

صورة
"ما إن أخرج وأمشي قليلًا، حتى اكتشف نهر السين العريض، البطيء، أرى على ضفته الأخرى متحف أورساي، إذا خلفي اللوفر والكوميدي فرانسيز، وفي الأفق برج إيفل. باريس المكتبات والمقهى والحديقة والفنون والخبز والمتاحف والمعجزات الهندسية كلها منبسطة أمام عيني وفي متناول يدي، وأتذكر "مشاريع" حسن نصر الله، وخيمه وإصبعه المتوعد، وطموحات الجنرال المتقاعد، وجماهير "الممانعة" كلها... هذه فكرة أرميها في مياه السين مع الحسرات وأمضي". (ص40). بهذه الروح التواقة إلى الجمال والحرية يصحبنا يوسف بزي في كتابه "ضاحية واحدة مدن كثيرة" الصادر عن دار الريس أواخر 2016، يصحبنا معه في جولاته بين سبع عشرة مدينة، تبدأ ببيروت حيث يعيش، وبها تنتهي، بعد أن تنتقل إلى باريس، الاسكندرية، روما، غزة، لوديف الفرنسية، الجزائر، برلين، لايبزيغ، القاهرة، غوا، ديار بكر، بغداد، اسطنبول، أربيل، لوبيليانا. وهي المدن التي زارها بهويته الصحفية ليغطي الأحداث الساخنة فيها، أو بوصفه شاعر ضيف على المهرجانات الثقافية في فترة زمنية تمتد بين 1995و2014.

فلاديمير تشوكوف.. "داعش" ليس دولة إسلامية

صورة
منذ أحداث باريس ثم بروكسل، أضحى تنظيم "داعش"، لعنة تلاحق البشرية جمعاء، وباتت المعركة ضده، واحدة من أكبر التحديات التي تواجه دول العالم، وقد يبدو للوهلة الأولى أن الحسم العسكري، هو الوسيلة الأنجح للقضاء على إرهاب التنظيم، ما استدعى تحالفًا دوليًا لقتاله، غير أن انتشار أنصاره في كل مكان، يفترض جهدًا فكريًا وثقافيًا موازيًا، على مستوى أرواح وعقول أولئك الذين يدعمونه. فهؤلاء بحسب الدراسات الاجتماعية يناهزون السبعة ملايين شخص، أي ما يعادل عدد السكان الإجمالي في دولة مثل بلغاريا، وهؤلاء ينبغي إقناعهم أن الدولة العلّمانية هي مستقبلهم الآمن. هذا ما يذهب إليه المستشرق البلغاري فلاديمير تشوكوف في كتابه "داعش (ليس) دولة إسلامية"، الصادر باللغة البلغارية عن دار "شرق غرب" في العاصمة صوفيا عام 2016.

رواية التّماسيح لـ يوسف رخَا.. رؤية المستقبل بالنظر إلى تجارب الماضي

صورة
"بعد عشرة أعوام أو أكثر- بينما حزب النور السلفي وحزب الحرية والعدالة التابع للإخوان المسلمين يربحان الانتخابات التي بدأت، والأمن لا يزال يقتل وينهب في الشوارع، وفيالق الشرطة العسكرية من قواتنا المسلحة تسحل المتظاهرين وتجردهم من ملابسهم وتميتهم ضربًا، ثم تجر الجثث إلى أكوام الزبالة فضلاً عن قنصهم وتعذيبهم داخل المنشآت العامة- أصبحتُ أعرف أن الشر يبدأ من حيث يتصور الإنسان أنه بمعرفة أو عقيدة أو هوية، يمكنه أن يغيّر مجرى حياة سقطت على كتفه مثل حقيبة" (ص179). والمقطع السابق يقع في سياق الصفحات الأخيرة من رواية "التّماسيح" للكاتب المصري يوسف رخا، لكن الرواية بحد ذاتها لا تتحدث عن ثورة المصريين، بقدر ما تحاول استشراف الظروف والمسببات التي أدت إلى حدوثها ومن ثمة إخفاقها في تحقيق مطالب الشارع المنتفض، ذلك من وجهة نظر شاعر ينتمي إلى جيل التسعينيات، يستعيد ذاكرة العقدين الأخيرين، ويعاين تجارب ومصائر أقرانه من النخب المثقفة على اعتبار أنها طليعة المجتمع المصري ومرآته التي بإمكانها أن تعكس السلبيات والإيجابيات، كما التشوهات والأزمات على اختلاف تجلياتها.

"حب وقمامة" لـ إيفان كليما.. ضريبة الخروج عن لغة الحمقى في النظم الشمولية

صورة
سأله زملاؤه قُبيل مغادرته لأمريكا، عن السبب الذي يدفعه إلى ترك بلدهم الغني الحر، والعودة إلى بلد فقير، لا ينعم بالحرية، من المحتمل أن يُسجن فيه أو يُنفى إلى سيبيريا، حدّثهم برومانسية عن الحنين إلى وطنه ولغته الأم، وقال: "إن الناس في بلادي يعرفونني، حتى لو اضطررتُ إلى جمع القمامة من الشوارع، فسوف أكون في نظرهم كاتبًا، أما هنا فسوف أظل واحدًا من أولئك المهاجرين، الذين أشفق عليهم هذا البلد العظيم". بعد سنوات اكتشف حماقة تبجّحه، حين هجر أوراقه وأقلامه، وارتدى البدلة البرتقالية، وانضم إلى فريق جمع القمامة في بلده، حتى يخرج من العزلة التي فرضها عليه نظام الحزب الواحد. حينها أدرك أنه ليس سوى زبّال في شوارع براغ، لا يكاد أحد من الناس يلحظه، ومنذ ذلك الإحباط بدأت حكايته، التي سوف يودعها إيفان كليما صفحات روايته "حب وقمامة"، ولن تكون سوى تأملات في معنى القمع، الذي أحال حياته إلى ركام هائل من النفايات، يصعب التخلّص منها.

رواية جورج أورويل 1984.. الحياة من ثقب عدسات التجسس

صورة
تزعم رواية "1984" أن العالم تقوده ثلاث دول عظمى: الأولى تدعى "أوراسيا" وتشمل على القسم الشمالي من الكتلة الأوروبية الآسيوية، وهي تدين بـ"البلشفية الجديدة". فيما تُسمى الدولة الثانية بـ"أوقيانيا"، وتسمي الفلسفة التي تحكمها بالاشتراكية الإنكليزية أو "إشتنج". أما الدولة الثالثة فهي "إيستاسيا"، وتضم الصين والجزر اليابانية، وقسم كبير من منشوريا ومنغوليا والتيبت، وهي تخضع لما يُعرف بفلسفة "عبادة الموت"، او"محو الذات". ويبدو أنه من المتعذر التمييز بين العقائد الثلاثة، وما تنتجه من نظم فوقية وتحتية، فكلها تنطلق من منطق تأبيد انعدام الحرية والمساواة، وتجميد حركة الحياة عند لحظة مختارة. وفي كل منها توجد بنية هرمية تراتبية، تنتهي بعبادة القائد، واقتصاد يقوم على حروب مستمرة منذ ربع قرن، لاقتسام ما بقي من العالم، والاستحواذ على ما فيه من الثروات واليد العاملة الرخيصة. حروب ليس غايتها النصر، بقدر ماهي وسيلة ناجعة لإزهاق الفائض من البشر، وتدمير منتجات العمل "التي من شأنها، أن تُستخدم لجعل الجمهور مرتاحاً أكثر مم

من رواية «فيزياء الحزن» للبلغاري جورجي غوسبودينوف.. حتى نصل دهليز الألم ومعارض الصمت

صورة
قبل خمسة أعوام نشرت مجلة الـ "إيكونومست" تحقيقًا عن "جغرافيا السعادة"، وكانت بلغاريا بموجبه، واحدة من أكثر البلدان بؤسا في العالم، وبعد ما يقرب العام رد الكاتب البلغاري جورجي غوسبودينوف على ذلك التحقيق بتأليف روايته "فيزياء الحزن"، وفيها يحكي عن وطنه الحزين، وعن عذاباته الشخصية، وتوقه إلى أحلام، لن تتحقق أبدا، تارة لأسباب خاصة، وأخرى لظروف سياسية واقتصادية. وجورجي غوسبودينوف واحد من أهم الأسماء الأدبية في المشهد البلغاري الراهن، وُلد في مدينة يانبول عام 1968، له العديد من الكتب في الشعر والقصة القصيرة والرواية، وبعضها تُرجم إلى ما يزيد على عشرة لغات أجنبية. وقد صدرت روايته "فيزياء الحزن" عن دار "جانيت 45" في صوفيا عام 2012، وفي يوم صدورها بيعت جميع نسخ طبعتها الاولى، وبهذا أصبحت الكتاب الاكثر مبيعًا لذاك العام، ونالت الكثير من الجوائز الادبية.

قصص وحكايات وطرائف من عصر الديكتاتورية في سورية لـ خطيب بدلة.. اللهم أعنّا على الصّيام والقيام وإسقاط النظام

صورة
خلال ما يزيد عن أربعين عاما من عمر الحركة التصحيحية، بعهديها المباركيّن الأب والابن، كان المساس بشخص الرئيس، واحدة من أكبر الكبائر، صورته وتماثيله في كل مكان، تذكرنا بواجب الطاعة العمياء، دون أن نجرؤ على ذكر اسمه، هو سيدنا الأبدي المفدّى، ونحن في حضرته القرابين، التي لا تعارضه، ولا تعترض على أي من سياساته الحكيمة. لكن الثورة السورية، أطلقت كل ما في جعبة السوريين من نُكات خبيئة، على كل ما يتعلق بسيادة الرئيس، وروح السخرية السوداء، التي سرت في اللافتات والأغاني والرسوم والنصوص، كانت التعبير الأصدق عن حجم القهر والألم، الذي راكمته القلوب، وعن مطالب الجماهير المعلّقة منذ سنين باسم الشعب.

زفرة السوري الأخيرة لـ الفارس الذهبي.. الله، سوريا، حرية وبس

صورة
كل الشعارات والمبادئ الجميلة التي كرستها النظم الشمولية في عقول الناس، كل المنجزات، وكل المبررات التي صاغتها لتفسير المظالم والمفاسد التي نخرت بناها الفوقية والتحتية، كلها هل بوسعها أن تشفي جسدًا معطوبًا، أو تعيد إلى الحياة روحًا أُزّهقت في أقبية التعذيب...؟! سؤال جوهري يطرحه الفارس الذهبي على القارئ من خلال كتابه الجديد "زفرة السوري الأخيرة" الذي وقّعه في مسرح "دوار الشمس" ببيروت، ضمن إطار تظاهرة "منمنمات: شهر لسوريا" التي تضمنت إلى جانب حفل توقيع الكتاب باقة من الفعاليات الثقافية والفنية، تنوّعت ما بين العروض المسرحية والأفلام، الحفلات الموسيقية ومعارض التشكيل.

امرأة في الخمسين.. مصالحة الذات وبداية جديدة للحياة

صورة
كاتب خمسيني، جذاب الطلّة، ومشهور بتحيّزه لقضايا المرأة والأدب النسائي. تتعرف به في حفل تسليمه جائزة الإبداع والنقد الأدبي، وتدعوه إلى مقهى بحري في بيروت، لتجري معه حوارًا صحفيًا للمجلة التي تعمل فيها، وفي الطريق تمسك بذراعه حتى لا تقع، وهي تمشي على المنحدر الحاد بكعبها العالي، لكنه يصدمها بحديثه عن عشيقته التي تهدّل وجهها الجميل مع تقدم العمر، وعن أسلوبه المميز في معرفة عمر النساء من رطوبة مهبلهنّ. تحتقره في أعماقها، وتشتهيه بجسدها الرشيق، الذي لا يزال يتوق إلى الحب، على الرغم من بلوغها سن اليأس، تقاوم سحره ليلة، وتسقط في فراشه في الليلة الثانية، بعدها يسافر من دون أن يقول لها كلمة وداع، كأنها لم تكن.