رواية جورج أورويل 1984.. الحياة من ثقب عدسات التجسس
تزعم رواية "1984" أن العالم تقوده ثلاث دول عظمى: الأولى تدعى "أوراسيا" وتشمل على القسم الشمالي من الكتلة الأوروبية الآسيوية، وهي تدين بـ"البلشفية الجديدة". فيما تُسمى الدولة الثانية بـ"أوقيانيا"، وتسمي الفلسفة التي تحكمها بالاشتراكية الإنكليزية أو "إشتنج". أما الدولة الثالثة فهي "إيستاسيا"، وتضم الصين والجزر اليابانية، وقسم كبير من منشوريا ومنغوليا والتيبت، وهي تخضع لما يُعرف بفلسفة "عبادة الموت"، او"محو الذات". ويبدو أنه من المتعذر التمييز بين العقائد الثلاثة، وما تنتجه من نظم فوقية وتحتية، فكلها تنطلق من منطق تأبيد انعدام الحرية والمساواة، وتجميد حركة الحياة عند لحظة مختارة. وفي كل منها توجد بنية هرمية تراتبية، تنتهي بعبادة القائد، واقتصاد يقوم على حروب مستمرة منذ ربع قرن، لاقتسام ما بقي من العالم، والاستحواذ على ما فيه من الثروات واليد العاملة الرخيصة. حروب ليس غايتها النصر، بقدر ماهي وسيلة ناجعة لإزهاق الفائض من البشر، وتدمير منتجات العمل "التي من شأنها، أن تُستخدم لجعل الجمهور مرتاحاً أكثر مم