المشاركات

سجل أنا عربي

صورة
على الرغم من البرد القارص الذي يجثم على صدر صوفيا، لم أتردد في الذهاب إلى صالة "بيت السينما"، بعد أن قرأت، أنها ستعرض الفيلم الوثائقي، الفلسطيني-الإسرائيلي "سجل أنا عربي". العنوان يأخذ مطلع أولى قصائد محمود درويش، التي يعرفها جيلي جيدًا، وبها تغنى في شبابه والحماسة تملئ قلبه وعينيه. لكني لم أفهم ما الذي يجعل الممّول الإسرائيلي يشترك في إنتاجه؟ وكنت أتساءل وأنا أبحث عن الصالة، هل سأجد أي من البلغار، يشاطرني الاهتمام بشاعر المقاومة والحنين؟ الذي لا يزال الأثير لدى قراء العربية، حتى بعد رحيله بست سنوات.

SyriArt .. تشكيل لدعم أطفال سوريا

صورة
ربما تكون الثورة السورية، هي الوحيدة في العالم التي أشعل فتيلها الأطفال، وسجّلوا مشاركتهم في مختلف مراحلها... الثورة التي بدأت بمشاكسات صبّية، تتراوح أعمارهم بين العاشرة والخمسة عشر، خطّوا على جدران درعا نداء الحرية، وكان عقابهم أن اعتُقلوا وضُربوا واقتُلعت أظفارهم، فخرج أهلهم إلى الشارع مطالبين بقصاص الجاني، ليخطوا بذلك أولى علامات الفصل بين زمن الخوف والصمت، وزمن الرفض والاحتجاج. مذ ذاك التاريخ وحتى اليوم، قدّمت البلدة لوحدها سبعمائة وسبعين من أرواح فتّيتها، وسُلب الأطفال السوريون جميع حقوقهم بالحماية والرعاية، باتوا يعيشون في مرمى الخطر، يُقتلون ويُسجنون، يفقدون أهلهم، بيوتهم ومدارسهم، يتشردون، يجوعون ويمرضون، حتى بات حالهم وصمة العار التي تدمغ جبين القرن الحادي والعشرين.

المرأة الحديدية

صورة
عجوز تنوء بجسدها المتّعب، تدخل المتّجر، تشتري الحليب، وتغادر من دون أن تسترعي انتباه أحد. بهذه المفارقة يبدأ فيلم "المرأة الحديدية" بتناول حياة مارغريت تاتشر(1925-2013) المرأة الجميلة، القوية، الطموحة التي قادت حزب المحافظين في بريطانيا، وتقلّدت منصب رئاسة الوزراء لإحدى عشرة سنة، وصعد نجمها كواحدة من أهم ساسة القرن العشرين.

تزفيتان تودوروف.. وحدة الجنس البشري وتعدد الشعوب

صورة
"ما يجمع الناس أكثر أهمية مما يفرقهم"، وإن كانت "الحياة خسرت معركتها ضد الموت، فإن الذاكرة تفوز دائمًا على العدم". كتب المفكر البلغاري الفرنسي تزفيتان تودوروف ( Цветан Тодоров )، الذي غادرنا في السابع من شهر شباط 2017 عن سبع وسبعين عامًا، بعد أن أضاف إلى المكتبة العالمية واحدًا وعشرين مؤلفًا، تُرجمت إلى ما يقارب الخمس وعشرين لغة، وفي عام 2008 حصل على جائزة أستورياس للعلوم الاجتماعية.

فيلم الفنان

صورة
يقوم الفيلم الفرنسي "الفنان" على الشخصيات والأحداث في إطار حبكة تقليدية محّكمة، متسلسلة في زمنها، ومتصاعدة في مسارها، لكن ما يميزه عن سواه هو محاكاة فريقه الفني لقواعد السينما الصامتة من حيث بناء الكادر وزوايا اللقطة، التصوير بالأبيض والأسود، أسلوب التمثيل، الموسيقى والملاحظات المكتوبة في مقام الحوار، ومع ذلك فقد استطاع الفريق أن يقدم تحفة سينمائية حصدت خمس جوائز أوسكار 2012 بينها أفضل فيلم وأفضل ممثل لجان دوجاردان، وهو أول ممثل فرنسي يفوز بالأوسكار.

فادي طفيلي: بيروت مدينة يهيمن عليها شعور الانتظار

صورة
لسور بيروت القديمة سبعة أبواب، كانت تتحكم بمواقيت فتحها وإغلاقها سبع عائلات، تتولى حراسة مداخل المدينة، وفي مرحلة متأخرة من عمر السور أُضيفت البوابة الثامنة، أما بوابتها التاسعة -كما تُعرِّف عن نفسها- فهي البوابة المُتخيَّلة التي لم تكن، هي مجلة ثقافة مدينيّة، تواكب العمران بمضمون معرفي، يتناول أفكار العيش المديني وآدابه وفنونه وتواريخه واقتراحاته المستقبليّة. إصدار باللغتين العربية والإنكليزية، يتمحور حول ثيمة واحدة، يتكرر مرتين كلَّ عام، متيحًا أمام الكتَّاب والمشاركين في صناعته، الوقت الملائم لنتاج، يدمج البحث الأكاديمي المعمّق بالكتابة الإبداعية والنقدية والصحافية، ويغوص عميقاً في عصب المدينة وطبقاتها.

"حب وقمامة" لـ إيفان كليما.. ضريبة الخروج عن لغة الحمقى في النظم الشمولية

صورة
سأله زملاؤه قُبيل مغادرته لأمريكا، عن السبب الذي يدفعه إلى ترك بلدهم الغني الحر، والعودة إلى بلد فقير، لا ينعم بالحرية، من المحتمل أن يُسجن فيه أو يُنفى إلى سيبيريا، حدّثهم برومانسية عن الحنين إلى وطنه ولغته الأم، وقال: "إن الناس في بلادي يعرفونني، حتى لو اضطررتُ إلى جمع القمامة من الشوارع، فسوف أكون في نظرهم كاتبًا، أما هنا فسوف أظل واحدًا من أولئك المهاجرين، الذين أشفق عليهم هذا البلد العظيم". بعد سنوات اكتشف حماقة تبجّحه، حين هجر أوراقه وأقلامه، وارتدى البدلة البرتقالية، وانضم إلى فريق جمع القمامة في بلده، حتى يخرج من العزلة التي فرضها عليه نظام الحزب الواحد. حينها أدرك أنه ليس سوى زبّال في شوارع براغ، لا يكاد أحد من الناس يلحظه، ومنذ ذلك الإحباط بدأت حكايته، التي سوف يودعها إيفان كليما صفحات روايته "حب وقمامة"، ولن تكون سوى تأملات في معنى القمع، الذي أحال حياته إلى ركام هائل من النفايات، يصعب التخلّص منها.