المشاركات

.بالخَلاصْ يا شَباب! لـ ياسين الحاج صالح.. تأملات حول الاعتقال التعسّفي ومستقبل العدالة في سوريا

صورة
ربما يكون مفاجئًا ما أورده ياسين الحاج صالح في كتابه "بالخلاص يا شباب" من أن "السجن في سوريا الثمانينات وأكثر التسعينات، كان مكانًا أكرم من أي مكان آخر، لأي شخص مستقل الضمير ومعارض للنظام"، وقد يكون من المستغرب، أن يعاين المعتقل السياسي بوصفه فضاء للعيش المشترك، ومجالًا للتراكم المعرفي والثقافي، لا باعتباره شرطًا للأذى النفسي والجسدي، ومقياسًا لمصادرة الحياة، لكن مع هذا المنظور الجديد لمحاكمة تجربة الاعتقال التعسّفي، يضع الكتاب علامة فارقة في سياق ما حفلت به "نصوص السجن" السورية، تجعله أشبه بدراسة حالة وجودية، تنزع إلى مقاومة وحش الاستبداد، الذي يبتلعنا نحن السوريين منذ حوالي نصف قرن، داخل المعتقلات وخارجها.

السينما البلغارية تكّمل مئة عام.. من دلال السلطة الشمولية إلى اهمال الليبراليين

صورة
أثناء دراستي للصحافة في جامعة صوفيا، قضيت العقد الأخير من حكم الشيوعيين في بلغاريا، كنت مولعة بالفن السابع، وكانت السلطة تولي اهتمامها بالثقافة، وتضع السينما في سلم أولوياتها، على اعتبار أنها أهم الفنون تبعًا لمقولة لينين. كانت دور العرض تزيد على ثلاثة آلاف صالة، وتنتشر في كل مكان، من العاصمة إلى أصغر قرية، وكان القطاع السينمائي، يتألف من ثلاث وحدات إنتاجية، هي: "ملادوست" و"بويانا"، و"قسم الأفلام" في التلفزيون البلغاري، ويتمتع بخمسين إلى ستين مليون ليفة من ميزانية الدولة سنويا، وينتج مالا يقل عن خمسة وعشرين فيلما روائيا طويلا في العام، أي ما يعادل قرابة نصف ما أنتجته السينما البلغارية خلال مرحلة ما قبل التأميم، حيث لم يتجاوز العدد الخمسة وخمسين فيلما بلغاريا، ظهرت ما بين الأعوام 1915و1948.

بلوفديف البلغارية.. عروس التلال

صورة
ربما لم يسمع الكثيرون بـ"بلوفديف"، مع أنها واحدة من أقدم المدن الأوروبية، وثاني أكبر مدينة بلغارية بعد العاصمة صوفيا، من حيث الحجم والأهمية الاقتصادية والثقافية. تقع المدينة في سهل "تراقيا العليا" على ضفتي نهر ماريتسا، وتمتد بين سبعة تلال، وبحسب الحفريات الأثرية تبلغ من العمر ثمانية آلاف عام، ولها ثمانية أسماء، ولم تأخذ اسمها الحالي حتى القرن الخامس عشر، ويسكنها اليوم حوالي 350 ألف نسمة، معظمهم من البلغار، إلى جانب نسبة قليلة من الغجر.

مومياء شادي عبد السلام في صوفيا

صورة
قرأت على النت أن المركز الفرنسي في صوفيا سيعرض فيلم "المومياء" للمخرج المصري الراحل شادي عبد السلام في سياق فعاليات الاحتفال بأيام الفرانكوفونية. ما علاقة هذا بذاك، ولماذا هذا الفيلم بالذات الذي أُنتج قبل أكثر من أربعة عقود؟ رحتُ أسأل صديقي "غوغول"، قبل أن أرتدي ملابسي، واتجه مسرعة إلى صالة العرض.

موت في العائلة لـ كارل أوفه كناوسغارد.. فن التقاط الهشاشة وتمجيد الضعف

صورة
هاتفني الصديق الحارث النبهان، وأبلغني رغبته بإهدائي آخر كتاب نقله إلى العربية، صدر حديثًا عن دار التنوير. فرحتُ بهديتي واستعجلت بجلبها لثقتي بالعناوين التي يختارها والترجمات التي ينجزها. كان الكتاب يحمل اسم "كفاحي"، ولم يكن يحمل توقيع أدولف هتلر، بل توقيع الكاتب النرويجي كارل أوفه كناوسغارد على روايته الأولى الصادرة عام 2009، تحت عنوان فرعي "موت في العائلة"، ضمن إطار سلسلة تقع في ستة أجزاء، وثلاثة آلاف وستمئة صفحة. لم أقرأ للمؤلف من قبل، واعتقدت أن كتابه سيتناول واحدة من القضايا التي شغلت العالم، أو بلده على الأقل إبان الحرب العالمية الثانية، وكانت أولى الصفحات تتحدث عن الموت، وعن رغبة البشر في طمس معالمه عن طريق إخفاء موتاهم بأسرع وقت ممكن، ولوهلة ظننتُ أن تداعيات البداية ستقودني إلى محارق النازية أو شيء من هذا القبيل، لكن الصفحات الأخرى كانت بعيدة كل البعد عن تخميناتي.

أسامة الهبالي لروحك السلام

صورة
أسامة الهبالي قبل ان يكمل عامه التاسع والعشرين قضى الإعلامي أسامة الهبالي تحت التعذيب في سجن صيدنايا بعد قرابة خمسة سنوات من الاختفاء القسري، وكان مقتله واحدًا من سبعة عشر انتهاكًا يحق الإعلاميين السوريين وثّقها المركز السوري للحريات الصحفية في رابطة الصحفيين السوريين خلال أيار/ مايو 2017، وجاء في تقرير المركز أن النظام السوري تصدر قائمة المنتهكين بمسؤوليته عن ارتكاب سبعة انتهاكات، يلي تنظيم "الدولة" الذي ارتكب أربعة انتهاكات.

ثورات بلا ثوّار لـ فواز طرابلسي.. الشعب مصدر الشرعية والسلطة

صورة
ماذا تعني "الثورات العربية" بمستوياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ما هي مفاعيل العنف وتبعاته، وما هو دور اليسار والعروبة في خضم المرحلة الراهنة؟ أسئلة كثيرة من هذا المنحى الإشكالي الشائك، يطرحها ويجيب عنها كتاب الباحث اللبناني فواز طرابلسي "ثورات بلا ثوّار"، وحتى لا يلتبس العنوان على القارئ، ويبدو وكأنه انحياز ضد الصيرورة الثورية، يوضح المؤلف منذ المقدّمة، أنه يعني به "ثورات بلا تنظيم"، فهي التعبير الأصدق عن اندلاع الغضب والوجع والرفض الذي راكمته الجماهير ضد أنظمتها الاستبدادية الفاسدة، عبر أربعة أو خمسة عقود من الزمن.  يتألف الكتاب من قسمين، الأول يضم خمس دراسات تتأمل في واقع الثورات العربية، الحرب الأهلية، الأيديولوجيا القومية واليسار العربي، أما القسم الثاني فهو مجموعة من المتابعات التحليلية للحدث السياسي الأبرز في المنطقة العربية خلال العامين المنصرمين، كدخول عناصر من حزب الله إلى سوريا، للقتال إلى جانب نظام الأسد.