المشاركات

نذير اسماعيل.. الدمعة الحبيسة بين الضلوع

صورة
ليس وحده الفنان نذير اسماعيل  من بين التشكيلين السوريين من تمحّورت جلّ تجربته الفنية الطويلة حول الوجوه، وليس وحده من انشغل بالتعبيرية الذاتية فقد سبقه إلى ذلك وتبعه الكثيرون، لكن نذير نجح في أن يمسح لوحته بلمسة ابداعية خاصة، يمكن التعرف عليها بيسّر من خلال مناخاته الحزينة التي تفصح عن تلك الدمعة الحبيسة بين الضلوع، وموضوعه هذا لم يتغير في معرضه الحالي الذي تقيمه حاليا صالة " Art on 56 th " في بيروت، وهي صالة حديثة فتحت أبوابها لفنانيّ العالم منذ ستة أشهر فقط، واستقبلت حتى اليوم ثلاثة سوريين منهم الفنان الحمصي إدوارد شهدا.

الشعب يُريد لـ جلبير الأشقر.. "نظرية المؤامرة" تعكس احتقارًا عميقًا للشعوب الثائرة

صورة
هل يكفي أن نفسّر "الربيع العربي" بحجم الفساد ونهب الثروات وانتهاك حقوق الإنسان في المنطقة؟ وأي المصطلحات بإمكانها أن تصف الحراك الشعبي الذي أودى بعدد من حكام الأبد: ثورة أم مؤامرة؟ وما هو مستقبل هذا الحراك في ظل تولي الأصوليات المعتدلة مقاليد السلطة؟ أسئلة شائكة وعالقة من هذا القبيل يحاول أن يجيب عنها الباحث اللبناني جلبير الأشقر في كتابه "الشعب يريد" مؤكدا منذ المقدّمة أن الانتفاضات الجارية تشكل سيرورة ثورية طويلة الأمد للدلالة على وقوع الحدث وعدم اكتماله، ذلك لاعتبارين: كون الموجة الثورية التي هزت المنطقة العربية بأكملها لم تسفر عن انتفاضات معمّمة إلا في ست دول، وكون الثورات السياسية غير قادرة على حل الأسباب العميقة للانفجار التي يقتضي حلها تغيرات اجتماعية-اقتصادية جذرية الطابع.

وجدي معوَّض.. وحيدون

صورة
هل الكتابة شكل من أشكال الإرادة الحرّة، أم أنها الاسّتلاب بعينه... الانصياع وراء هاجس غير مدّرك... هل هي نعمة، قبّس من السماء، أم أنها لعنة تتبعك مدى الحياة... هل هي الهدم أم البناء... عالم الخلق أم عزلة الكاتب...؟ ما الذي يحدث حين نبدأ بتدوين المفردات والأفكار...؟ كيف تتفاعل الذاكرة الشخصية بذاكرة الجموع في تضاعيف النص، وكيف يغوص العقل في سراديب الباطن...؟ هل اللغة وطن، هوية، انتماء... أم أنها العبث، السّراب الذي ندرك في مراياه تداعيات عجزنا...؟ الأسئلة تبدأ ولا تنتهي... تستدرجها سيرة الكاتب مع نصه في مسرحية وجدي معوّض "وحيدون" التي قُدّمت باللغة الفرنسية على مسرح "مونو" في ختام أمسيات مهرجان "ربيع بيروت"، أسئلة يسبقها الاستفهام عن سرّ استخدام صيغة الجمع في العنوان، مع أن العرض يدور بضمير المتكلّم، حول شخصية مفّردة، وسيرة بذاتها... من هم، ولماذا هم...؟ وحين نمعن النظر بالتفاصيل، ندرك أن الوحيدين هم الكتّاب ...أن الفضاء المسرحي يبدأ من العنوان، من انزياح الشخصي على العام.

دار الإقامة الفنية في عاليه.. المناخ لبناني والهوى سوري

صورة
إنها رحلتي الثانية إلى عاليه بحثا عن "دار الإقامة الفنية"، وفي المرتين أضعت الدرب كعادتي، لكني لم أشعر بالاستياء، شغلني الجمال الذي يسكن البلدة: جبلها الأخضر، يعلو سطح البحر بحوالي ثمانمئة وخمسين مترا، ويطرد الحر والرطوبة المرتفعة، شارعها الطويل، يعبر مقاهيها ومطاعمها الكثيرة، الموزعة بين الأشجار والزهور، مركزها التجاري الحديث، وسوقها القديم بمحّاله ذات الواجهات والأبواب الخشبية الموحّدة التي يعود طرازها إلى عشرينات القرن الماضي، مبانيها التراثية من الحجر الصخري والقرميد... "عروس المصايف اللبنانية" ملاذ مثالي لغسل الروح من التوتر والأرق...

عن مظاهرة سوق النساء في بلغاريا

صورة
بينما كان المسؤولون الأوروبيون خلال أيلول/سبتمبر الماضي، يحاولون جاهدين البحث في تداعيات أزمة اللجوء، وإيجاد مخرج مناسب لها، شهدت بلغاريا عدة أحداث لافتة بهذا الخصوص، من موقعها كعضو في الاتحاد الأوروبي، وبوصفها قناة أساسية لتدفق اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا الغربية، عبر حدودها مع تركيا، البالغ طولها 260 كلم.

دمشق في النصف الثاني من القرن التاسع عشر

صورة
في كتاب "الروضة الغناء في دمشق الفيحاء" لمؤلفه نعمان أفندي قسطالي نقرأ توصيفًا تفصيليًا ومنهجيًا لما كانت عليه الحياة الدمشقية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وظهر الكتاب للمرة الأولى عام 1876، وأُعيد طبعه مرتين، الأولى عام 1974، والثانية في العام 2007 من تحقيق وتقديم خيري الذهبي، أما المؤلّف القساطلي فهو من مواليد دمشق عام 1854، وقد أصدر كتابه هذا وهو في الثانية والعشرين من عمره، كذلك كتب في مجلة "الجنان" لبطرس البستاني و"لسان الحال" لخليل سركيس، وألّف كتابا آخر لم يُطبع بعنوان "مرآة سورية وفلسطين" ونسب له الدكتور عبد الكريم غرابة كتاب "جسر اللئام عن نكبات الشام" غير أنه لم يصلنا، كما أنه كان واحدا من أوائل القصاصين في سورية، وقد توفي عام 1920.

باتريك موديانو.. رحلة الانتصار على الألم

صورة
لعلّ فوز باتريك موديانو بجائزة نوبل، هو الشكل الأكثر رفّعة لإرادة الانتصار على الألم، والتغلب على الوحشة الداخلية، حين تقترن الإرادة بحس ابداعي عميق، وموهبة خالصة، قادرة أن تجعل من ذاكرة الاضطراب والاغتراب رصيدًا أدبيا، حافلًا بالصور والأسئلة، التي تحاكي جانبًا من عذابات الجميع، وتستدرج اهتمامهم. كل صفحات الإنترنت تشير إلى أن الكاتب الفرنسي الشهير، وُلد وعاش سنوات طفولته وشبابه في ظروف قاسية على المستويين الشخصي والعام، وأن ذاكرة بداياته القلقة، كانت المادة الخام التي صاغت جميع نصوصه الأدبية الثمانية والعشرين، بما في ذلك روايته الجديدة "كي لا تضيع في الحي" التي تزامن صدورها بفوزه بأهم جائزة أدبية في العالم.