"لم يكن من المفترض أن ألتقي ميّ زيادة، هي وُلدتْ عام 1886، وأنا وُلدتُ في سنة 1968. كنت أسمع عنها في طفولتي أنها حبيبة جبران، وأن لديها صالون أدبي، ثم أُصيبت بالجنون، وكنت ألعب في حديقة مستشفى الأمراض العقلية الذي قبعتْ فيه، وحين كنت أصوّر دوري في ثلاثية لمحطة "إل بي سي"، كان التصوير في قرية "الفريكة"، واكتشفت أن البيت الذي كنت أختبئ فيه كي أنفرد بنفسي وأدخن، كان بيت أمين الريحاني وإلى جواره كان البيت الذي وضُعت فيه ميّ بعد خروجها من المشفى، وفي باريس اكتشفت أن بيتي يقع على مقربة مئة وخمسين مترًا من الفندق الذي نزلتْ فيه، وكنت أمشي كل يوم على ضفاف السين، أصل إليه وأعود، وبت على يقين أن كل المصادفات تأخذني إلى هذه المرأة وتربط قدري بها".