المشاركات

لا كوميديا.. لغة الجسد العابرة للحدود

صورة
الثلاثي بلاتشكوفي "الحب طاقة إنسانية هائلة، وعامل أساسي من عوامل نجاح أي منجز فني. أن تحب عملك ومن تعمل معهم، ومن تتوجه إليهم، هذا يعني أنك ستمنحهم باستمرار أجمل ما لديك من أفكار ومشاعر ومهارات". قالت الفنانة البلجيكية ألينا بلاتشكوفا بلغتها الفرنسية العذبة في مؤتمر صحفي عُقد بإدارة البروفيسور لوبومير ستويكوف لإطلاق عرضها المسرحي "لا كوميديا" في صالة "المسرح الجديد" بقصر الثقافة في العاصمة البلغارية صوفيا. "لا كوميديا" هي المسرحية الأولى لفرقة "الثلاثي بلاتشكوفي" المكونة من: ألينا وزوجها ستيفان وولدهما ساشا، والمثير للفضول في هذه التجربة الحديثة الولادة، أن الفرقة تأسست في بلغاريا بمبادرة ودعم الممثلة الأمريكية البريطانية فيكتوريا شابلن، أصغر حفيدات الفنان شارلي شابلن، وأنها نتاج التبادل المعرفي والشراكة الفنية المثمرة بين شخصيات من مشارب وجنسيات مختلفة جمعتها المصادفة المحضة.

سلامة كيلة.. ثورة حقيقية

صورة
لماذا يقف الشيوعيون ضد ثورة شعب، مثل الثورة السورية؟ سوادها الأعظم من الفقراء والمضّطَهدين، يطالبون بالخبز والحرية والكرامة، ويبذلون أقصى البطولة، لإسقاط سلطة مافيوية عائلية ريعية مسيّطرة منذ عقود، تواجههم بأقسى وحشية ممّكنة، تفوق أسوأ أفلام الرعب في العالم؟ سؤال محيّر بالفعل، يحاول الباحث اليساري الفلسطيني سلامة كيلة الإجابة عنه عبر ستة فصول، يضمّها كتابه الجديد "ثورة حقيقية/ منظور ماركسي للثورة السورية"، ومنذ المقدمة يرى أن هذا الموقف الملغوم، يكشف لا ماركسية اليسار العربي، ويعكس إفلاس الحركة الشيوعية العالمية بكل انشقاقاتها وتفرعاتها، التي تأسست على تبعية المنظور الستاليني والماوي، والسوفيتي، وبعض الاتجاهات التروتسكية.

فرنر هيرتسوغ.. تجارب يغريها حراك الأفكار وإثارة الأسئلة

صورة
تغويه الموضوعات الغريبة والجماعات المهمّشة، وتأسره مواقع التصوير الصعبة والنائية، حيث تبحر عدسته في أعماق المشهد، تمسح الغبار، وتزيح الحجب، لتوقظ الجمال الكامن في الأمكنة والنفوس، وتطلق في الأفق حكايتها الخاصة عنهم، بهذا عُرف واشتهر المخرج فيرنر هيرتسوغ   الذي يًعتبر واحد من أهم صناع السينما في ألمانيا، لما يتمتع به من رؤى تجديدية وروح مغامرة ودأب إنتاجي، مذ بدأ مشواره الفني وهو في العشرين من عمره مع فيلمه الأول "هرقل" عام 1962، وحتى آخر قائمة أعماله التي تربو على الستين فيلما ما بين الروائي والتسجيلي، والتي فاز ثلثها تقريبا بجوائز المهرجانات العالمية، إلى جانب تجاربه العديدة في مجال التمثيل وكتابة السيناريو والإنتاج وإخراج الأوبرا.

محمد خلف: لن تنتهي صراعات العرب قبل فصل الدين عن الدولة

صورة
في ملتقى المعماريين بصوفيا، وفي فضائه المفتوح على زرقة السماء وأشعة الشمس الدافئة قابلت الإعلامي العراقي البلغاري محمد خلف، المعروف بقلمه الحر، الجريء، وتجربته المهنية المديدة التي تزيد على الأربعين عامًا، عمل خلالها في العديد من الدوريات العربية والبلغارية الهامة، وحقق الكثير من النجاحات، ونال نصيبه من العداوات والمضايقات لدفاعه عن قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان. وُلد محمد خلف في بعقوبة عام 1950، ونال إجازة الأدب العربي في جامعة بغداد، وكان يعمل في صحيفة "الجمهورية" حين صدر قرار بفصله هو ومجموعة من زملائه لعدم انتسابهم إلى حزب "البعث"، بينهم الراحل سعود الناصري ومظهر عارف والدكتورة سلوى زكو والشاعر خالد الحلي، ثم ما لبث الأمن أن بدأ باعتقالهم واحدًا بعد الآخر.

الشاعرة فاتن حمودي: أخلط قهوة الحياة بالكلام وأضيء الأمكنة

صورة
في مجموعة فاتن حمودي "قهوة الكلام" تطل علينا الشام، وكأنها أجمل قمر عرفته السماء، امرأة من نار ونور تغوينا بتفاصيلها، وتستدرجنا إلى توتها ومائها العذب. نقطف ياسمينها ونسري مع الذكريات والأحاسيس، نفتح أبوابها السبعة، وننكسر عند الجراح التي حفرها الجلاد في الجسد العريق، وتقول الشاعرة: "كم غرنيكا يلزمنا كي نختصر كل هذا الليل"، وهي تكتب الألم السوري بالكثير من الحب والوجع. مع الشاعرة فاتن حمودي كان لي هذا الحوار عبر المراسلة. *"أنا القيامة.. بدء الأشياء ونهايتها تقول البلاد"، "كم غرنيكا يلزمنا كي نختصر كل هذا الليل"، ولعلك بهذين المقطعين والكثير من الأبيات الأخرى كتبت تفاصيل المأساة السورية ما بين نداء الحرية والقمع الوحشي من دون الوقوع في المباشرة، فكيف استطعت أن تسحبي الألم من إطار الوثيقة إلى مجاز الشعر من دون خيانة أي من الطرفين؟

ملف المعتقلين-الصندوق الأسود

صورة
لمى نواف   يوغل النظام السوري في خرق الحريات العامة وتهديد أمن المواطنين، للتخلص من خصومه المعارضين والمشتبه بولائهم، ولا يتوانى عن اتباع سياسة الاغتيالات والموت بالتعذيب وقصف المدنيين لإجبار فصائل المعارضة على تسليم سلاحها والمناطق الخاضعة لها، غير آبه بالمواثيق الدولية ولا بالاتفاقات والمصالحات والتسويات التي أبرمها، وأعلن استعداده للالتزام بها في المناطق الخارجة عن سيطرته أو تلك التي استعادها، وإلى ذلك كشفت أحداث السويداء الأخيرة التي راح ضحيتها حوالي ثلاثمئة قتيل وعشرات المخطوفين على يد "داعش"، كشفت تواطئه الضمني مع التنظيم الإرهابي الذي يدعي محاريته.

وداعًا مي سكاف.. لروحك السلام وياسمين الشام

صورة
ليته كان خبرًا كاذبًا ذاك الذي تناقلته وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي في الثالث والعشرين من تموز عن رحيل مي سكاف في منفاها، وهي لا تزال في التاسعة والأربعين من عمرها. ليتنا نستطيع شطب هذا اليوم الأسود، الشئيم من تاريخ ثورتنا، لتعود إلينا أيقونة الأمل بحضورها الجميل، وصفحتها البيضاء، وصوتها الحر، الجريء بالرغم من كل ما تعرضت له من التهديد والضغوط في بلدها سوريا، وفي رحلة التهجير القسري التي وصلت بها إلى فرنسا. فقدُ مي خسارة كبيرة لا تعوّض، ليس فقط لأنها وقفت بصلابة الأبطال بين المتظاهرين، وفي قلب الثورة منذ شرارتها الأولى، وقالت لطاغية الشام خذ صورك وارحل عنا، إنما أيضا لأنها إنسانة حقيقية، وفنانة موهوبة اطلقت كل طاقتها الإبداعية للوصول إلى الرأي العام، ولكشف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب السوري بغطاء من الصمت الدولي منذ سبع سنين.