المشاركات

أين جثث عشرات آلاف البشر؟

صورة
لوحة أم الشهيد ليوسف عبدلكي بقلم منصور العمري في 4 مارس/آذار 1991 غادر خالد خضير (13 عامًا) وابن عمه فؤاد كاظم (33 عامًا) قرية البوعلوان وسارا إلى مدينة الحلة جنوبي العراق لشراء بعض المواد الغذائية، لم يرهما أحد بعد ذلك على قيد الحياة. اعتقلهما نظام صدام حسين “البائد”، واختفيا مثل عشرات آلاف العراقيين من أبناء المدن التي تقطنها أغلبية شيعية في جنوب العراق. يقدر عدد المختفين على يد النظام العراقي بنحو 300 ألف. بعد أكثر من 12 عامًا، وفي 2003، انتهى بحث أسرتيهما عنهما أخيرًا عندما عُثر على أوراق هويتهما مع البقايا المتحللة لجثث مستخرجة من مقبرة جماعية. اكتشفت مقبرتان جماعيتان ضخمتان قرب قاعدة المحويل العسكرية شمال الحلة، ويعتقد أنه توجد مقبرة جماعية ثالثة على أرض القاعدة العسكرية نفسها. دفنت الجثث في تلك المواقع دفعة واحدة، فوق بعضها لا في حفر منفصلة لكل جثة. لم يكن هذا الاكتشاف ممكنًا لو بقي صدام حسين حاكمًا للعراق.

ماري كالفن بين السينما والواقع.. عين واحدة رأت مالم يرغب العالم برؤيته

صورة
بقلم: آية الأتاسي تعرض الصالات السينمائية حالياً الفيلم الروائي الطويل «حرب خاصة»، وهو يروي السيرة الذاتية للمراسلة الأمريكية ماري كالفن، التي قتلت في مدينة حمص عام 2012، عندما دخلت سراً حي «بابا عمرو» برفقة زميلها المصور بول كونروي لتغطية يوميات الحصار عليه، في ظل منع السلطات السورية للصحافيين من نقل ما يجري في المناطق الثائرة. الفيلم يبدأ في حمص، من مشهد بانورامي لأبنية مدمرة بالكامل، ليعود بنا 11 سنة إلى الوراء، إلى مكاتب جريدة «صاندي تايمز» اللندنية حيث تعمل كالفن، ثم إلى سيرلانكا حيث تقوم بتغطية تمرد «نمور التاميل» ضد السلطة الحاكمة، وهناك ستصاب عينها اليسرى بشظية، ما سيضطرها في ما بعد إلى ارتداء «العصبة السوداء» ومتابعة المهمة التي نذرت نفسها لها أي «نقل الحقيقة». أما الزمن خلال الفيلم فمرجعيته مدينة حمص، حيث قتلت كالفن، وكأن حمص هي «ساعة الصفر»، أو كان الزمن يعود بنا إلى ساحة الاعتصام الحمصية و«الساعة «في وسطها شاهدة على المذبحة في بداية الثورة السورية.

التحليق خارج السرب

صورة
От представление Антихрист   منذ بدء التاريخ بدأ السجال حول ماهية الخلق وهوية الخالق، سجال أدى إلى ظهور مختلف العقائد والتيارات الفلسفية. ثمة من يعتقد بأولية الطبيعة على الوعي، وثمة من يضع الوعي في المرتبة الأولى. البعض يؤمن بتعدد الآلهة وإمكانية نزولها على الأرض، والبعض يؤمن بالواحد الأحد، وهناك من يقدس النار، ومن يجل الشيطان، أو يعبد ذاته، وآخرون لا يدخلون البتة في هذا السجال لأن الحياة بنظرهم أقصر بكثير من أن تقطع الشك باليقين فيما يتعلق بأسئلة الغيب.

ستربتيز عربي عاجل

صورة
بقلم عمر قدور لم تحمل عودة بعض السفارات الخليجية إلى الأسد مفاجأة، وكذلك هو الحال مع العودة المرتقبة للأخير إلى جامعة الأنظمة العربية. في الأصل، يعلم الجميع عدم وجود خلافات جوهرية بين الأنظمة التي تتشارك بدرجات أسلوب القمع، ونعلم أن الأنظمة التي تعيد سفاراتها بذلت في مستهل الثورة جهداً مع بشار الأسد من أجل تقديم تنازلات بسيطة يمكن أن تطوي صفحة الثورة، وكان ذلك الجهد مقروناً بوعود مالية، ولم يكن نفوذ حزب الله وطهران قد ظهر على النحو الذي سنشهده في ما بعد. لكن يبقى أهم ما في التقارب الحالي مع بشار هو مجيئه ضمن مناخ دولي يحثّ عليه، وسيكون من الصعب علينا تخيّل خطوات من هذا القبيل لا تكون منسقة مع دوائر صنع القرار الأمريكي، ولا تتصل برغبة ترامب في الانسحاب من سوريا تمهيداً لتسوية مشينة.

حروب "الكيزان" ضد شعب السودان

صورة
مظاهرات السودان بقلم: عائشة البصري لكل حراك أو انتفاضة أو ثورة مُحركها. فإن كان رفع سعر الخبز وغلاء المعيشة قد أشعلا حقًا فتيل الانتفاضة في السودان، فإن ما أبقى الشعلة حية هو إجماع جل الشعب على أنه حان وقت رحيل الجنرال عمر البشير وإخوانه. مطلب حاد يؤيده من يدرك بأن السودانيين ينتفضون ضد نظام ذي رأسين، عسكري وإسلاموي في الوقت نفسه.

لولو

صورة
بقلم: غسان الجباعي حجمها صغير لدرجة أنها إذا عضتك لا تشكّل خطرًا على حياتك. لكنها رشيقة كالقطة، تملك قدرة فائقة على اللعب والهرب والاختباء والمناورة والتربّص بك. كان اسمها "لولو". كلبة بيضاء كاللؤلؤ يغطي جسمها صوف كثيف. ومع أنها من فصيلة الثعالب، طويلة الخطم، غير أنها مستديرة الأذنين، لطيفة الشكل، كلعب الأطفال. وهي متوترة وشرسة بشكل مضحك، إذا اقتضى الأمر. عيناها سوداوان مستديرتان، مثل زرين من البلاستيك، تلمعان خلف خصلات غرتها الطويلة. قال الطبيب لصاحبها مؤنس، إنها السبب في توترها وشراستها. ولذلك نصحه أن يقصها بين فترة وأخرى. لكن تلك الغرة على ما يبدو، كانت جزءًا من طبيعتها وهويتها. فقد اكتشف مؤنس عندما جرب ذلك، أنها فقدت حيويتها وطرافتها، كما فقدت بريق عينيها وذكاءها الحاد، فلم يعد إلى ذلك ثانية.

بعيدًا عن الشاطئ.. صورة رمزية عن مظالم الحكم الشمولي

صورة
تتفنن الدكتاتوريات الحاكمة باحتقار الثقافة، والتقليل من شأن المثقفين، لأن الثقافة بوصفها بحث معرفي عن الحقيقة في سياقها التطوري، هي النقيض الجوهري لمنظومة الشعارات والثوابت التي تؤسس لديمومة الاستبداد، ولأن المثقف باعتباره المنتج أو المستقبل لأشكال مختلفة من التعبير والتأثير، تتطلب الدفاع عن الحد المقبول من الحريات الفردية والعامة، هو ألد أعداء الطاغية، وفي مرمى نيرانه باستمرار من الحصار الاقتصادي والعزل الاجتماعي إلى الاعتقال والاغتيال، علاقة قسرية يضع قوانينها وشروطها الدكتاتور بنفسه، وتديرها أجهزته الأمنية بكل الاتقان.