المشاركات

سلمى مرشاق وأربعون لقمان سليم.. سلالة "النهضة" والليبرالية المقتولة

صورة
بقلم: محمد أبي سمرا في مكتب “دار الجديد” للنشر، بمنزلها في دارة أسرة والدها الراحل محسن، على مسافة خطواتٍ من جامع الغبيري، وبطرف حارة حريك الشمالي (عاصمة لبنان الأمنية – السياسية، على ما يردّد معلّقون صحافيون)، حضَّرت رشا الأمير لأربعينية غياب أخيها لقمان سليم اغتيالاً في جنوب لبنان مساء 4 شباط 2012. وفي حديقة الدارة، حول مدفن لقمان، كان قد أقيم احتفال مأتمي في 11 شباط، فتحلق مئات من أصدقاء/ات القتيل إعداماً في تلك الليلة. ولم يكن أي من المتحلقين لا تجمعه بلقمان ورشا صلة ما، عامة أو خاصة، نشأت على تعاون في إحياء نشاطات ثقافية وفنية وحقوقية، كانا واسطة عقدها، منذ عودتهما من باريس إلى بيروت في نهاية الثمانينات.

الثورة السورية تشعل شمعتها العاشرة

صورة
الثورة السورية وهي تشعل شمعتها العاشرة،  تشعل الشموع لآلاف الضحايا.  ناشطون وإعلاميون ومبدعون وسياسيون وعلماء ورياضيون ومدنيون أبرياء.  سوريون ومن مختلف الجنسيات.  ذهبت حياتهم دفاعًا عن الحرية والحقيقة منذ عام 2011.  داخل سجون النظام السوري، تحت القصف، أثناء توثيق المعارك وجرائم الحرب، برصاص القناصين والملثمين المجهولين، أو إعدامات "داعش"، وغيرها من أشكال انتهاك حق الحياة.

ما بعد التغريبة السورية

صورة
بقلم: مانيا الخطيب منذ  خمس سنوات وبعد أن وصل السوريون – قسراً – إلى مهاجرهم البعيدة في موجة اللجوء الأخيرة في 2015 ، وتركوا بيوتهم وأحلامهم وبعضاً من ذويهم تحت جحيم الإبادة الممنهجة. انخرطوا في شؤون حياتهم الجديدة، منهم من كان في طليعة المظاهرات المنادية بالحرية والكرامة، ومنهم من خرج من معتقله مثخناً بجراح لا شفاء لها، ومنهم من كان يلقي نفسه في حمم الموت لإيصال الدواء والغذاء إلى الأماكن المحاصرة والمعاقبة بجحيم الحقد النرجسي لطغمة الحكم المجرمة في دمشق، ومنهم من كان يحمل كاميرته على روحه لينقل ما يحدث لعل ثورة الديجيتال العالمية تحمل صوت شعبه إلى أقاصي المعمورة، ومنهم من وقع لاحقاً بين مطرقة النظام وسندان الثورة المضادة، حتى وصل شبه محطم إلى منفاه الجديد.

الحرية لأليكسي نافالني

صورة
"لا تخف، انزل إلى الشوارع. لا تخرج من أجلي، اخرج لنفسك ومستقبلك". "إذا كان لدينا ما نخافه، فهو خوفك، وحقيقة أن حياتنا كلها سوف تمر تحت حكم هؤلاء اللصوص والأوغاد الذين استولوا على بلادنا. يحرموننا من إمكانيات الحاضر، يسرقون مستقبلنا". قال ألكسي نافالني في تسجيل مصوَّر بثه على قناته، وهو قيد الاعتقال، بعد خمسة شهور على فشل محاولة تسميمه بمادة "نوفيتشوك". شجاعة تُرفع لها القبعات.  الحرية لألكسي نافالني و لكل المتظاهرين الذين اعتقلتهم الشرطة الروسية.  لا لتكميم الأفواه وقمع الحريات العامة.  

معركة خطرة مع بوتين.. نافالني يربك الكرملين بالحشود وفضيحة القصر

صورة
مع تحدي حشود من المحتجين قمع الشرطة وهراواتها في مئات المدن الروسية، كسب المعارض، أليكسي نافالني، من خلف قضبان زنزانته رهانه، لكن معركته مع الكرملين ستكون طويلة ومحفوفة بالأخطار. ومما لا شك فيه أن القيادة الروسية مرتبكة. وحقق نافالني المسجون منذ 17 يناير عقب عودته من برلين إلى روسيا بعد خمسة أشهر من النقاهة إثر تعرضه لعملية تسمم مزعومة، ضربة مزدوجة. فبالإضافة إلى عشرات آلاف المتظاهرين الذين تجمعوا السبت، تمكن من جمع 86 مليون مشاهدة في أقل من أسبوع لفيديو على موقع يوتيوب يتهم فيه الرئيس الروسي، فلاديمر بوتين، ببناء قصر فخم مطل على البحر. وهي فضيحة مدوية يبدو أنها أثرت على الرأي العام في البلاد التي تعيش أزمات اقتصادية والفقر يزداد بين الناس.

الأحــوازي

صورة
بقلم: ماري تيريز كرياكي كان يومًا شاقًا وطويلا فقد قمت بالترجمة لما يقارب العشرين شخصًا أغلبهم من السوريين والعراقيين والفلسطينيين واللبنانيين، أما آخر شخص لهذا اليوم فكان رجلا في الأربعينيات من عمره من الأحواز. كنت قد قرأت عن أن الأحواز منطقة عربية محتلة؛ ما زال سكانها يتكلمون العربية رغم كل محاولات الدولة التي احتلتها رفض هذه اللغة وإجبار سكانها على التكلم باللغة الإيرانية، لكنني لم أتوقع أن أصادف أحد سكانها.

ماذا قال دوستويفسكي عن سارة حجازي؟

صورة
بقلم: علاء الأسواني   يعتقد كثيرون، وأنا معهم، ان الكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي (1821-1881) هو أعظم روائي في التاريخ. لقد قدم دستويفسكي في رواياته عالما غنيا بشخصياته المتنوعة المدهشة وأتاح لنا معرفة عميقة بالنفس الانسانية لم تتوفر لكاتب آخر.  عاش دوستويفسكي العبقري حياة حزينة مؤلمة عانى خلالها من الفقر ومرض الصرع وإدمان القمار والحرمان العاطفي وخداع الآخرين واستغلال الناشرين البشع لاحتياجه إلى المال. وكأن كل هذا البؤس لم يكن كافيا فتم القبض على دستويفسكي عام 1849 بتهمة حيازة وقراءة منشورات معادية للقيصر وتم الحكم عليه بالاعدام وفي اللحظات الأخيرة قبل اعدامه ألغى القيصر الحكم واستبدل به عقوبة السجن في سيبيريا. قضى دوستويفسكي أربع سنوات محبوسا مع السجناء الجنائيين: اللصوص والقتلة والمغتصبين والمزورين وسجل تجربته في روايته العظيمة: "ذكريات من بيت الموتى".