المشاركات

رواية الذاكرة في أدبيات الربيع العربي.. شهادة على زمن الاستبداد البغيض

صورة
إلى روح غسان الجباعي ليست الذاكرة دخيلة على الأدب، إنها ركيزة الكاتب في بناء عوالمه حتى تلك التي تبدو بعيدة عن الواقع، مُغدِقة بالتهويمات والغرائبية، أو قائمة على الخيال العلمي. لكن اللافت للنظر أن آلية عمل الذاكرة تتبدل وفقًا لأنماط العيش، فالحياة التقليدية المقوّلبة أو المستقرة غالبًا ما تُنتج أدبًا محكومًا بالضوابط والقواعد، في حين أن الأزمنة التي تحفل بالحِراك والمتغيرات تنتج نصوصًا متحررة من الاشتراطات المسبقة، بغض النظر عن تكنيك الكتابة، وجماليات النص واللغة.

#أنقذوا_مخيم_الركبان من الإبادة بالحصار والجوع والعطش

صورة
الحصار والتجويع أجبر الكثير من العائلات السورية على مغادرة "مخيم الركبان" إلى مناطق سيطرة النظام السوري خلال السنوات الماضية، لكن الكثير من سكانه لا يرغبون في المغادرة خشية الأعمال الانتقامية بالرغم من افتقارهم إلى أبسط مستلزمات العيش في المخيم، وقد وجهوا العديد من المناشدات إلى هيئات المجتمع الدولي لإدخال المساعدات الإنسانية وضمان أمنهم، غير أن سياسة الحصار استمرت، وأُضيف إليها حرمانهم من الماء.

الخروج من الكهف لـ فرج بيرقدار.. حين تأتي الحياة في رسالة صغيرة

صورة
"السوري إما سجين سابق، أو سجين راهن، أو سجين مؤجل"، يقول فرج بيرقدار، ويعتقد بأن اسم سوريا مشتق من السوريالية، وهو لا يغالي في الوصف، فقد كان نصيبه أربعة عشر عامًا من مشهد العذاب، قبل أن يخرج من وراء القضبان، ويُصاب بصدمة الحرية، وهو يحاول عبثًا، أن يستعيد علاقته بنفسه وبمحيطه، وقبل أن تصله رسالة من مدير مؤسسة "شعراء من كل الأمم"، تدعوه للإقامة في هولندا لمدة سنة، فيخرج إلى الفردوس، بعد "أربعة شهور منحوسة وموبوءة بالاتصالات والمواعيد والمقابلات والأسئلة والمراسلات"، إلى أن اكتملت أوراقه، واجتاز حدود "مزرعة الرعب".

مملكة آدم

صورة
بقلم: أمجد ناصر أنا نبيٌّ من دون ديانة ولا أتباع . نبيُّ نفسي . لا أُلزمُ أحدًا بدعوتي، ولا حتّى أنا، إذ يحدثُ أن أكفر بنفسي، وأُجدِّفَ على رسالتي. نبيّ ماذا؟ ومَنْ؟ لا أعرف شيئً ا في هذه الظلمة التي تلفّني. لا أحمل صليب ًا على ظهري، وليس لي ناقة تنشقُّ من الصخر . أتلمَّس طريقي بالضوء الصادر من عينَيَّ، ولا أرى يدي التي تُلوِّح لجموعٍ وَهْميةٍ، تموجُ تحت سفح الجبل.  

كم هم لطفاء

صورة
بقلم: مصطفى تاج الدين الموسى "لدي معاناة حقيقية مع شعري عمرها عشر سنوات، أُطيله دائمًا.. ونادرًا ما أقصه، وبشكلٍ طفيف.. لكنه جعد وأنا أريده أن يكون ناعمًا كالحرير. وقد جربت معه خلال تلك السنوات العديد من الكريمات والزيوت، لكنه ظلّ جعدًا، وعندما أكون في الشارع، نسمة هواء بسيطة تكفي لأن تحولني إلى غول، فيهرب الأطفال من أمامي، وكأن وجهي هو وجه (ميدوسا) ذو الأفاعي. آهٍ  من شعري الطويل، أتعبني كثيرًا ولم يصبح مثلما أريد.. مساء البارحة تم اعتقالي، رئيس الدورية أمام باب البيت رحّب بي على طريقته الخاصة، استغربت منه.. فبدلاً من أن يصافح يدي، صافح وجهي بحرارة، ليطير سنٌّ من فمي ويسقط على الشارع.

تقويض سوريا

صورة
بقلم: زياد ماجد ما الذي لم يُكتب بعدُ عن سوريا منذ اندلاع ثورتها وتحوّلها إلى كفاح مسلّح ثم إلى حرب شاملة وإلى تدخّلات خارجية واحتلالات وتقسيم ترابي؟ وما الذي لم يُوثّق بعدُ عن العنف وآلياته وعن نظام الأسد الذي هندس ونفّذ بدعم راعيَيه الروسي والإيراني عمليات إعدام جماعي لمئات آلاف السوريّين بعد قصف وحصار وتجويع وتهجير واستخدام براميل وسلاح كيماوي وتعذيب؟ وما الذي لم يُقل عن أسباب صعود داعش والقوى الجهادية أو عن الاقتصاد وانهياره أو عن اللاجئين أو عن محاولات التطبيع السياسي والاقتصادي مع الأمر الواقع والقائمين عليه؟

وداعًا شيرين أبو عاقلة

صورة
بقلم: أسيل الجندي في بلدة بيت حنينا في القدس المحتلة، وفي منعطف يتجه إلى اليمين ويُعرف مقدسيًا بـ "دخلة جنّة عدن"، اتجهت الأنظار والقلوب والمركبات كما عدسات الكاميرات وحاملوها الذين وقفوا عاجزين عن التقاط الصور وإجراء المقابلات لمحتوى مواد صحفية حملت عنوانا لم يتمنوا أن يغطوه يوما هو: استشهاد الصحفية المقدسية شيرين أبو عاقلة. الحزن داخل منزل العائلة عميق، وغياب شيرين جسديًا وحضورها على شاشة التلفزيون مع شعار الحداد على القناة التي تعمل بها كمراسلة منذ ربع قرن مفجع، وفي المنزل يسود الصمت الذي تخلله بين الفينة والأخرى نقاشات عن ترتيبات الجنازة والقُدّاس ونظرة الوداع الأخيرة.