المشاركات

شتائم الجميلات في ربيع لبنان.. صلاة

صورة
استعادة  منذ أن وقع نظري على صورة السيدة اللبنانية التي تحمل لافتة، كُتب عليها "بتسو صرامية"، وأنا لا أقوى على مغادرة الفضاء الأزرق، أتابع من منفايّ انتفاضة اللبنانين بحب غامر، وامتلئ بالفرح مع كل إشراقة ترسلها ساحات التظاهر. فرح جماعي ما كان لي أن أعرفه، لولا ابتسامات الربيع التي زينت عالمنا الحزين رغمًا عن الديكتاتوريات التي تحكمنا. فرح يتجدد في أعماقي كلما سمعت هتاف "الشعب يريد إسقاط النظام"، و لربيع لبنان وقع خاص، تمليه حيوية المجتمع المدني، وحرية التعبير التي لم تعرفها أي من البلدان المجاورة.

الإيرانيات السافرات ثورة معلنة على نظام الملالي

صورة
المرأة، الحياة، الحرية  استعادة غالبًا ما أكتب عن قهر السوريات في وطنهنّ وفي مخيمات اللجوء، للمشاركة في حملة "لا للعنف ضد المرأة"، التي تلي ذكرى اغتيال الشقيقات ميرابل في الخامس والعشرين من تشرين الثاني عام 1960، لكن صور المتظاهرات السافرات أثناء موجة الاحتجاجات الأخيرة في إيران، حرضتني على فتح ملف الانتهاكات بحق الإيرانيات التي وثقتها "منظمة العفو الدولية"، لاسيما أن انتشار الصور تزامن مع أصداء مجزرة، راح ضحيتها حوالي 450 قتيل، وقرابة ألف معتقل من المحتجين، بينهم نيكتا إسفانداني التي قُتلت برصاصة في رأسها، وهي لا تزال في الرابعة عشر من عمرها، والناشطة الأهوازية الشابة سبيده قليان التي اعتُقلت للمرة الثالثة بعدة فترة وجيزة من إطلاق سراحها.

رواية الذاكرة في أدبيات الربيع العربي.. شهادة على زمن الاستبداد البغيض

صورة
إلى روح غسان الجباعي ليست الذاكرة دخيلة على الأدب، إنها ركيزة الكاتب في بناء عوالمه حتى تلك التي تبدو بعيدة عن الواقع، مُغدِقة بالتهويمات والغرائبية، أو قائمة على الخيال العلمي. لكن اللافت للنظر أن آلية عمل الذاكرة تتبدل وفقًا لأنماط العيش، فالحياة التقليدية المقوّلبة أو المستقرة غالبًا ما تُنتج أدبًا محكومًا بالضوابط والقواعد، في حين أن الأزمنة التي تحفل بالحِراك والمتغيرات تنتج نصوصًا متحررة من الاشتراطات المسبقة، بغض النظر عن تكنيك الكتابة، وجماليات النص واللغة.

#أنقذوا_مخيم_الركبان من الإبادة بالحصار والجوع والعطش

صورة
الحصار والتجويع أجبر الكثير من العائلات السورية على مغادرة "مخيم الركبان" إلى مناطق سيطرة النظام السوري خلال السنوات الماضية، لكن الكثير من سكانه لا يرغبون في المغادرة خشية الأعمال الانتقامية بالرغم من افتقارهم إلى أبسط مستلزمات العيش في المخيم، وقد وجهوا العديد من المناشدات إلى هيئات المجتمع الدولي لإدخال المساعدات الإنسانية وضمان أمنهم، غير أن سياسة الحصار استمرت، وأُضيف إليها حرمانهم من الماء.

الخروج من الكهف لـ فرج بيرقدار.. حين تأتي الحياة في رسالة صغيرة

صورة
"السوري إما سجين سابق، أو سجين راهن، أو سجين مؤجل"، يقول فرج بيرقدار، ويعتقد بأن اسم سوريا مشتق من السوريالية، وهو لا يغالي في الوصف، فقد كان نصيبه أربعة عشر عامًا من مشهد العذاب، قبل أن يخرج من وراء القضبان، ويُصاب بصدمة الحرية، وهو يحاول عبثًا، أن يستعيد علاقته بنفسه وبمحيطه، وقبل أن تصله رسالة من مدير مؤسسة "شعراء من كل الأمم"، تدعوه للإقامة في هولندا لمدة سنة، فيخرج إلى الفردوس، بعد "أربعة شهور منحوسة وموبوءة بالاتصالات والمواعيد والمقابلات والأسئلة والمراسلات"، إلى أن اكتملت أوراقه، واجتاز حدود "مزرعة الرعب".

مملكة آدم

صورة
بقلم: أمجد ناصر أنا نبيٌّ من دون ديانة ولا أتباع . نبيُّ نفسي . لا أُلزمُ أحدًا بدعوتي، ولا حتّى أنا، إذ يحدثُ أن أكفر بنفسي، وأُجدِّفَ على رسالتي. نبيّ ماذا؟ ومَنْ؟ لا أعرف شيئً ا في هذه الظلمة التي تلفّني. لا أحمل صليب ًا على ظهري، وليس لي ناقة تنشقُّ من الصخر . أتلمَّس طريقي بالضوء الصادر من عينَيَّ، ولا أرى يدي التي تُلوِّح لجموعٍ وَهْميةٍ، تموجُ تحت سفح الجبل.  

كم هم لطفاء

صورة
بقلم: مصطفى تاج الدين الموسى "لدي معاناة حقيقية مع شعري عمرها عشر سنوات، أُطيله دائمًا.. ونادرًا ما أقصه، وبشكلٍ طفيف.. لكنه جعد وأنا أريده أن يكون ناعمًا كالحرير. وقد جربت معه خلال تلك السنوات العديد من الكريمات والزيوت، لكنه ظلّ جعدًا، وعندما أكون في الشارع، نسمة هواء بسيطة تكفي لأن تحولني إلى غول، فيهرب الأطفال من أمامي، وكأن وجهي هو وجه (ميدوسا) ذو الأفاعي. آهٍ  من شعري الطويل، أتعبني كثيرًا ولم يصبح مثلما أريد.. مساء البارحة تم اعتقالي، رئيس الدورية أمام باب البيت رحّب بي على طريقته الخاصة، استغربت منه.. فبدلاً من أن يصافح يدي، صافح وجهي بحرارة، ليطير سنٌّ من فمي ويسقط على الشارع.