المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف أفلام وثائقية

عن آباء وأبناء الديركي

صورة
قرأتُ الكثير من الآراء المتضاربة حول فيلم طلال ديركي "عن الآباء والأبناء" لاسيما بعد ترشيحه لجائزة الأوسكار، وحين شاهدته شعرت باستياء كبير، ليس فقط لاختلافي معه في المقولة التي قدمها، إنما لإحساسي بالخديعة كمتلقٍ من حقه أن يحصل على صورة صادقة في فيلم وثائقي، فمنذ البداية اعترف المخرج أنه ضلل مضيفيه، ودخل المكان الذي سيلتقطه بعدسته متنكرًا بهوية المصوّر الموالي للفكر الجهادي والمعجب بالنصرة، خشية من البطش الذي يمكن أن يطاله فيما لو كشف حقيقته، وعلى الفور قفزت إلى ذهني صورة ماري كولفين التي دفعت حياتها ثمنًا لقول الحقيقة في حمص.

فرنر هيرتسوغ.. تجارب يغريها حراك الأفكار وإثارة الأسئلة

صورة
تغويه الموضوعات الغريبة والجماعات المهمّشة، وتأسره مواقع التصوير الصعبة والنائية، حيث تبحر عدسته في أعماق المشهد، تمسح الغبار، وتزيح الحجب، لتوقظ الجمال الكامن في الأمكنة والنفوس، وتطلق في الأفق حكايتها الخاصة عنهم، بهذا عُرف واشتهر المخرج فيرنر هيرتسوغ   الذي يًعتبر واحد من أهم صناع السينما في ألمانيا، لما يتمتع به من رؤى تجديدية وروح مغامرة ودأب إنتاجي، مذ بدأ مشواره الفني وهو في العشرين من عمره مع فيلمه الأول "هرقل" عام 1962، وحتى آخر قائمة أعماله التي تربو على الستين فيلما ما بين الروائي والتسجيلي، والتي فاز ثلثها تقريبا بجوائز المهرجانات العالمية، إلى جانب تجاربه العديدة في مجال التمثيل وكتابة السيناريو والإنتاج وإخراج الأوبرا.

الرقيب الخالد.. فيلم ينحاز إلى السلمية وحق السوريين في الحياة

صورة
للجيش منزلة خاصة في تشكيلات الدولة السورية، على اعتبار أن البلد مهدّد ومُقاوم، بحكم جواره لكيان العدو، منزلة بدأت من التبجيل في النشيد الوطني "حماة الديار عليكم سلام، أبت أن تُذل النفوس الكرام". وانتقلت إلى الخدمة الإلزامية، المفتوحة الأمد، والمفروضة على كل مواطن ذكر. وتوسعت لتطال طلاب المرحلة الثانوية بفرض الزيّ العسكري الموحد عليهم، ومادة الفتوة، ودورات الشبيبة الصيفية للتدريب على المبادئ الأولية للعسّكرة. مرورا بالامتيازات الكبيرة التي تتمتع بها الرتب العليا من الضباط وما فوقهم، انتهاء بالميزانيات الهائلة التي اقتُطعت من خبز الملايين، لتغطية نفقات تدريب هذا الجيش وتسليحه وبناء ترسانته الحربية، بما فيها الأسلحة الكيماوية، حتى غدا واحدًا من أقوى جيوش المنطقة العربية.

كريستينا فويرش.. تشي غيفارا مات في لبنان

صورة
حين دخلّتُ "مترو المدينة" قبل عشر دقائق من بدء الفيلم التسجيلي "تشي غيفارا مات في لبنان" كانت الصالة تغصّ بالحضور، لم أتوقع هذا الإقبال، لكنه لم يفاجئني، الدخول مجاني، وعنوان العرض يوحي بأكثر من دلالة وسؤال. المبتدأ يحمل اسم أجمل ثوار القرن العشرين، وصورته لا تزال تسكن وجدان الكثيرين، وتكبر مع المد الثوري الذي يجتاح العالم العربي، والخبر يحيلنا إلى واحدة من أشهر أغنيات الشيخ إمام وفؤاد نجم، والجار والمجرور في الجملة يفتح قوس السؤال حول معنى الموت في بلد الحياة، وزمن الثورات العربية.

الفن في الحرب لـ ماركو ويلمز .. كيف أصبح الجدار صحيفة الثورة المصرية

صورة
كيف واجه نشطاء الثورة المصرية العنف بالأغاني والرسوم؟ وابتكروا أشكالا جديدة، لما يمكن تسميته بـ"فن الشارع" في غمار حراكهم السلمي من أجل الحرية، منذ انتفاضة يناير ورحيل مبارك، إلى عهد السيسي، هو ما استحوذ على اهتمام الفيلم الألماني "الفن في الحرب" ( (ART WAR الذي قُدّم في معهد "غوته" بالعاصمة البلغارية، ضمن عروض مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة في الدورة التاسعة عشرة من "مهرجان صوفيا السينمائي الدولي" الذي أقيم مابين 5و29 آذار/مارس.

سفينة الحب.. هل يقرأ الساسة رسائل السلام؟

صورة
أشعرني هاتفي بوصول رسالة جديدة، كانت تحية من العزيز نوار بلبل مرفقة برابط، فتحته وبدأ بث الفيلم الوثائقي " سفينة الحب " ، الذي يصوّر يوميات التحضير لعرض مسرحي يحمل نفس العنوان، افتتحه نوار في يوم المسرح العالمي، ولم أستطع حضوره من مكان لجوئي، لكني اتصلت به حينها، وأجريت حوارًا معه عبر السكايب، نُشر في "العربي الجديد". الوثيقة المصوّرة أخذتني إلى التفاصيل التي كتبتُ عنها، ولم أرها، وقادني الحنين إلى مسرح القباني في دمشق، حيث التقيت نوار للمرة الأولى، وهو يقدم أول عروضه بعنوان "عالم صغير" أواخر عام 2002، وكان اللقاء الحي بالعاملين على الخشبة، هو من جعل المسرح أحب الفنون إلى قلبي. اليوم افتقد دفء اللقاء بالوسط الثقافي، وأشعر بالامتنان لكل صديق يزورني على مواقع التواصل، أو يهديني شيئا من نتاجه.

تمرد كل يوم.. انتصار المقاومة السلمية ليس من الخيال

صورة
"every day rebellion" يصوغ الفيلم التسجيلي الإيراني "تمرد كل يوم" للأخوين آراش وأرمان رياحي وثيقة بصرية ساحرة حول نظرية الكفاح اللاعنفي، ويدعو المتضررين في العالم إلى التلاحم، واستثمار منابع ضعفهم للمطالبة بحقوقهم المهدورة، أسوة بأسلوب زعيم الهند غاندي في نضاله ضد الاحتلال البريطاني، وانطلاقًا من مقولته الشهيرة: "في البداية سوف يتجاهلونك، ثم يسخرون منك، ثم يقاتلونك، ثم بعد ذلك تنتصر".

سجل أنا عربي

صورة
على الرغم من البرد القارص الذي يجثم على صدر صوفيا، لم أتردد في الذهاب إلى صالة "بيت السينما"، بعد أن قرأت، أنها ستعرض الفيلم الوثائقي، الفلسطيني-الإسرائيلي "سجل أنا عربي". العنوان يأخذ مطلع أولى قصائد محمود درويش، التي يعرفها جيلي جيدًا، وبها تغنى في شبابه والحماسة تملئ قلبه وعينيه. لكني لم أفهم ما الذي يجعل الممّول الإسرائيلي يشترك في إنتاجه؟ وكنت أتساءل وأنا أبحث عن الصالة، هل سأجد أي من البلغار، يشاطرني الاهتمام بشاعر المقاومة والحنين؟ الذي لا يزال الأثير لدى قراء العربية، حتى بعد رحيله بست سنوات.