المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف ثقافة

علي الشهابي.. شريك الثورة والجراح

صورة
قبل أن يضيع أثره فجأة، كانت المناسبات الثقافية في دمشق جمعتني به أكثر من مرة، تبادلنا التحية، ولم أحظَ بفرصة التعارف إليه عن قرب، وحين بدأ وجهه يطل من وراء القضبان ويعاتبني، وأنا أجمع أوراق المعتقلين على مدونتي، كان عليّ أن أحرق المسافات بيننا وأدخل عالمه، ذاك العالم الواسع الذي فتحته أمامي صورة ناجي الجرف قبل يومين من اغتياله في منفاه بغازي عنتاب عام 2015، وكان يمسك مجلة "حنطة" في عددها الخاص بعلي الشهابي. صورتان جميلتان للثورة والتضامن الفلسطيني السوري، الأولى قيد الاختفاء القسري، والثانية في ذمة الغياب، صورتان لألم واحد اسمه "سوريا الحرة".

حصاد الأدب العربي في اللغة البلغارية.. عناوين خجولة تتقدمها قافلة العطش

صورة
ما هو نصيب الإصدارات العربية من اهتمام القراء ودور النشر في بلغاريا؟ سؤال بدأ يلح عليَّ، بعد أن قضيت نصف نهاري في واحدة من أحدث وأهم المكتبات في صوفيا، ولم أعثر على أي من أسماء كتَّاب العالم العربي، مع أن أجنحة المكتبة ورفوفها التخصصية، تزخر بالكتب المُترجمة عن اللغات الأجنبية، وتشير إلى أن العاصمة التي تقع على مفترق طرق، يربط أوروبا بالشرق، تشهد حراكًا ملحوظًا على مستوى النشر والترجمة.

شباب وساخطون في القرن الواحد والعشرين

صورة
بعد أن شهدتَ أوربا الاعتداء الدموي على مقرّ صحيفة "شارلي إبدو" العام الماضي، وما أتبعه من هجمات إرهابية في باريس وعواصم أوربية أخرى، تنبئ باحتمال الاستمرار في وقوع أحداث مماثلة. وبعد أن كشفت أشرطة الفيديو، أن أغلب الانتحاريين من الشباب، ومنهم من وُلد وترعّرع في القارة العجوز. بدأ الأوربيون يفكرون مليا بالعوامل الكامنة وراء بروز ظاهرة التطرف في مجتمعاتهم، وهو موضوع الندوة الحوارية التي أُقيمت في العاصمة البلغارية صوفيا، بالتعاون مابين "الدار الحمراء" و"المركز الفرنسي"، تحت عنوان "شباب وساخطون في القرن الواحد والعشرين/جذور التطرف في أوربا- التجربة الفرنسية أنموذجا".

باتريك موديانو.. رحلة الانتصار على الألم

صورة
لعلّ فوز باتريك موديانو بجائزة نوبل، هو الشكل الأكثر رفّعة لإرادة الانتصار على الألم، والتغلب على الوحشة الداخلية، حين تقترن الإرادة بحس ابداعي عميق، وموهبة خالصة، قادرة أن تجعل من ذاكرة الاضطراب والاغتراب رصيدًا أدبيا، حافلًا بالصور والأسئلة، التي تحاكي جانبًا من عذابات الجميع، وتستدرج اهتمامهم. كل صفحات الإنترنت تشير إلى أن الكاتب الفرنسي الشهير، وُلد وعاش سنوات طفولته وشبابه في ظروف قاسية على المستويين الشخصي والعام، وأن ذاكرة بداياته القلقة، كانت المادة الخام التي صاغت جميع نصوصه الأدبية الثمانية والعشرين، بما في ذلك روايته الجديدة "كي لا تضيع في الحي" التي تزامن صدورها بفوزه بأهم جائزة أدبية في العالم.

نوال السعداوي.. الله هو العدل

صورة
من منا لا يعرف نوال السعداوي؟ لم يقرأ على الأقل واحدا من كتبها الخمسين؟ لم يتابعها على الشاشة الصغيرة أو من على منابر الثقافة؟ لم يُعجب بانتقاداتها اللاذعة، وتحديها الجسور لتقاليد المجتمع الذكوري، منذ ان صعد نجمها في أوائل سبعينات القرن العشرين؟ تساءلت وأنا في طريقي لحضور ندوة لها، يقيمها نادي "كلنا قراء" في مركز "ويك" بعين المريسة، ومن بين خيوط الهطل الغزير رحت أتأمل الظاهرة الثقافية العجيبة، أجيال تعاقبت، واسمها لا يزال الأول من بين الكاتبات العربيات اللاتي نشطّن من أجل التساوي بين الجنسين، وكرسّن قلمهنّ للدفاع عن قضايا المرأة، أفكارها غيّرت قناعات الكثيرين، ولم تتغير، والواقع العربي لايزال يراوح مكانه، لم يحسم أمره لصالح العدالة والحريات، رغما عن كل ثورات العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين؟!.

الياس خوري: علينا أن نتحرر من موروث الاستبداد حتى نرى أنفسنا

صورة
"السجن بمعناه الهندسي هو مكان عزل ورقابة صارمة، مركز قمع وإذلال وعقاب، وإلى القرن السابع عشر كان العقاب يعني تعذيب السجين علنًا حتى الموت، لكن مع دمقرطة الحياة تراجعت الأساليب الهمجية وظهر مفهوم إعادة تأهيل السجناء، أما أدب السجون في المنطقة العربية فقد بدأ مع ستينيات القرن الماضي برواية "تلك الرائحة" لصنع الله إبراهيم و"القلعة الخامسة" لفاضل العزاوي وروايات أخرى تحدثت عن تجربة المعتقل، وكلها كانت تربط فعل الكتابة بالحرية. لكن الجديد في التجربة السورية الذي بدا واضحًا منذ رواية "القوقعة" لمصطفى خليفة، هو أن السجن مكان اختفاء كامل وإعدام، أُضيف إليه المقتلة الكبرى بالتجويع أثناء الثورة. السجن السوري أشبه بمعسكرات الموت النازية، ومفارقة الأدب أن خيال الطاغية أوسع بكثير من خيال الأديب، وللأمر علاقة بغريزة التوحش. خيال الطغاة لا مثيل له".

باولو دالوليو.. سلام عليك يا أبا الثورة

صورة
قبل الثورة كان الحديث عن  المستشرق الإيطالي، باولو دالوليو يثير الفضول، فالكاهن اليسوعي زار سوريا عام 1982، وفتنه دير "مار موسى الحبشي"، وقرر الإقامة فيه، وجعلِه مركزًا لحوار الأديان، بعد أن أنهى ترميمه بمساعدة أهالي المنطقة. الدير السرياني القديم الذي يعود بنائه إلى عام 1058، ويبعد عن شمال دمشق مسافة ثمانين كيلومترًا، يتبوأ سلسلة جبال القلمون على ارتفاع 1320 مترًا عن سطح البحر، ويشرف على وادٍ سحيق تكثر فيه الكهوف والآثار. وتقول معلومات الويكبيديا، إن الأب ( Paolo dall'Oglio ) وُلد في السابع عشر من تشرين الثاني عام 1954، انضم إلى المجمع اليسوعي عام 1975، ورُسّم كاهنًا في الكنيسة السريانية الكاثوليكية عام 1984. في "جامعة نابلس الشرقية"، حصل على دبلوم في اللغة العربية والدراسات الإسلامية، وفي "جامعة جريجوريان البابوية" حصل على دبلوم في اللاهوت الكاثوليكي، وعلى الماجستير في "علم التبشير" عام 1986، ودرجة الدكتوراه عن رسالته  "الأمل في الإسلام" عام 1989، كما منحته "جامعة دي لوفين الكاثوليكية" الدكتوراه الشرفية الثنائية ع

السينما البلغارية تكّمل مئة عام.. من دلال السلطة الشمولية إلى اهمال الليبراليين

صورة
أثناء دراستي للصحافة في جامعة صوفيا، قضيت العقد الأخير من حكم الشيوعيين في بلغاريا، كنت مولعة بالفن السابع، وكانت السلطة تولي اهتمامها بالثقافة، وتضع السينما في سلم أولوياتها، على اعتبار أنها أهم الفنون تبعًا لمقولة لينين. كانت دور العرض تزيد على ثلاثة آلاف صالة، وتنتشر في كل مكان، من العاصمة إلى أصغر قرية، وكان القطاع السينمائي، يتألف من ثلاث وحدات إنتاجية، هي: "ملادوست" و"بويانا"، و"قسم الأفلام" في التلفزيون البلغاري، ويتمتع بخمسين إلى ستين مليون ليفة من ميزانية الدولة سنويا، وينتج مالا يقل عن خمسة وعشرين فيلما روائيا طويلا في العام، أي ما يعادل قرابة نصف ما أنتجته السينما البلغارية خلال مرحلة ما قبل التأميم، حيث لم يتجاوز العدد الخمسة وخمسين فيلما بلغاريا، ظهرت ما بين الأعوام 1915و1948.

بلوفديف البلغارية.. عروس التلال

صورة
ربما لم يسمع الكثيرون بـ"بلوفديف"، مع أنها واحدة من أقدم المدن الأوروبية، وثاني أكبر مدينة بلغارية بعد العاصمة صوفيا، من حيث الحجم والأهمية الاقتصادية والثقافية. تقع المدينة في سهل "تراقيا العليا" على ضفتي نهر ماريتسا، وتمتد بين سبعة تلال، وبحسب الحفريات الأثرية تبلغ من العمر ثمانية آلاف عام، ولها ثمانية أسماء، ولم تأخذ اسمها الحالي حتى القرن الخامس عشر، ويسكنها اليوم حوالي 350 ألف نسمة، معظمهم من البلغار، إلى جانب نسبة قليلة من الغجر.

تزفيتان تودوروف.. وحدة الجنس البشري وتعدد الشعوب

صورة
"ما يجمع الناس أكثر أهمية مما يفرقهم"، وإن كانت "الحياة خسرت معركتها ضد الموت، فإن الذاكرة تفوز دائمًا على العدم". كتب المفكر البلغاري الفرنسي تزفيتان تودوروف ( Цветан Тодоров )، الذي غادرنا في السابع من شهر شباط 2017 عن سبع وسبعين عامًا، بعد أن أضاف إلى المكتبة العالمية واحدًا وعشرين مؤلفًا، تُرجمت إلى ما يقارب الخمس وعشرين لغة، وفي عام 2008 حصل على جائزة أستورياس للعلوم الاجتماعية.

كل عام ونساء الثورة السورية بخير

صورة
لن أكتب عن عذابات النساء السوريات في السجون وفي مخيمات اللجوء، أو تحت سماء تمطر أسلحة كيماوية ومتفجرات منذ سبع سنوات. ملف الجريمة دامغ ومتاح للجميع، لا ينقصه غير استدعاء الجناة إلى أروقة القضاء. في يوم المرأة العالمي أريد فقط أن أطبع قبلة على جبين كل أم ثكلى وكل أرملة، وأن أغرس وردة حمراء عند قدميّ كل معتقلة. أريد أن أطوي صفحات القهر، وأفتح نافذتي على الأمل الذي تدفق فينا مع أولى نسائم الربيع.

ذاكرة ثقافية.. مهرجان أيام سينما الواقع والأسئلة المهاجرة

صورة
وأنا أقلّبُ صفحات الإنترنت، قرأتُ أن فيلم "العودة إلى حمص" عُرض بحضور منتجه عروة نيربية، في معهد "غوته" بصوفيا... دققّتُ النظر، ليس في الخبر الذي فاتني موعده، أي لبس. شعرت بالسخّط، لأني لم أواكب الحدث، الذي أنتمي إليه، وبدأ الحزن يحتل قلبي، وأنا أقطع المسافة نحو بلدي المسّتباح، أزيح مشاهد القتل والدمار، وأصل إلى أجمل المناسبات الثقافية في دمشق، مهرجان "أيام سينما الواقع". مع بداية الربيع كان المهرجان يزور العاصمة، وعدد من المدن السورية، بمبادرة من عروة نيربية وديانا جيرودي، وبجهد العديد من عشاق السينما المتطوّعين، المخضرمين والجدد، وعلى مدى أربع دوّرات، هي عمره القصير، استطاع بفعالياته المنوّعة، وكانت تشمل عروض المسابقة والتظاهرات، الندوات وورش التدريب، استطاع المهرجان أن يفتح عيون الكثيرين على أهمية السينما التسجيلية، وأن يطلق فضاء ساحرا لأجمل نتاجاتها وألمع أسمائها، ترك أثره على انتعاش الفيلم الوثائقي في سوريا، ومن عروضه التي لا تُنسى، الفيلمين الرائعين: "مراسلو بورما" لـ أندرس أوسترغارد و"معركة تشيلي" لـ باتريسيو غوزمان.