كم هم لطفاء

بقلم: مصطفى تاج الدين الموسى "لدي معاناة حقيقية مع شعري عمرها عشر سنوات، أُطيله دائمًا.. ونادرًا ما أقصه، وبشكلٍ طفيف.. لكنه جعد وأنا أريده أن يكون ناعمًا كالحرير. وقد جربت معه خلال تلك السنوات العديد من الكريمات والزيوت، لكنه ظلّ جعدًا، وعندما أكون في الشارع، نسمة هواء بسيطة تكفي لأن تحولني إلى غول، فيهرب الأطفال من أمامي، وكأن وجهي هو وجه (ميدوسا) ذو الأفاعي. آهٍ من شعري الطويل، أتعبني كثيرًا ولم يصبح مثلما أريد.. مساء البارحة تم اعتقالي، رئيس الدورية أمام باب البيت رحّب بي على طريقته الخاصة، استغربت منه.. فبدلاً من أن يصافح يدي، صافح وجهي بحرارة، ليطير سنٌّ من فمي ويسقط على الشارع.