المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف لبنان

أنا لاجئ سوري

صورة
بقلم: الياس خوري أنا الموقع أدناه، أعلن أنني صرت لاجئاً سورياً. صرت لاجئاً وليس نازحاً، كما يطلقون علينا هنا في لبنان، وذلك بهدف حجب حقيقة قتل الشعب السوري وتهجيره من بلاده. نعم، السوريات والسوريون لاجئون، لكن دولة لبنان الكبير تتعامل معهم بلغة عنصرية ساقطة وممجوجة. المرجلة على لاجئين فقراء لها اسم واحد، هو النذالة. وكي لا نكون شركاء في هذه النذالة الأخلاقية، فإن علينا كمواطنين في بقايا هذا الوطن، الذي استباحته المافيا المصرفية والسياسية الحاكمة، أن نعلن بأننا صرنا سوريين.

ليمبو بيروت لـ هلال شومان.. رواية التقلبات المدهشة

صورة
في الحروب والنزاعات المسلَّحة تقف عقارب الزمن، مثل لعنة لا تبرح المكان، يتراجع الماضي، يغيب المستقبل، وتبقى اللحظة الراهنة عالقة في الفراغ. تستيقظ الذاكرة الشخصية، تصير رحمًا، قلعة، تدافع عن بقايا حياة، يتهددها عنف أعمى، يقّنصها الرصاص. يصير البشر حكايات تملأ صفحات الكتب وقنوات الاتصال، حكايات: السجن، القتل، الخطف، الاغتصاب، الخوف، الهجرة، تجار الدماء. كلنا يصير رواية يريد أن يودعها في ركن آمن، قبل أن تلاقيه مصادفة الموت في شارع فقد وجهه، أو تحت سقف ينهار. وحده السرد ينتعش، ما عداه يضيع في البرزخ الفاصل بين عالمين: الأول يتلاشى، والآخر لم يُولد بعد.

حامل الوردة الأرجوانية لـ أنطوان الدّويهي.. سجن من المساومات يصنعه الاستبداد

صورة
كاتب غارق في تأملاته آخر الليل، تعتقله قوى الأمن من بيته، وتقتاده إلى غرفة ضيقة في سجن "ميناء الحصن"، حيث يقبع وحيدًا لعدة شهور، يقابل صورة الطاغية، ويتساءل في سرِّه عن مسوِّغات اعتقاله الغامضة، فهو الرجل الصامت، الانعزالي والحذر دومًا، الذي يكتب في شؤون الثقافة، والذي قضى قرابة عشرين عامًا متنقلًا بين المدن الأوروبية، معجبًا بجمال الطبيعة وأنماط العيش، ولم يقرب السياسة في يوم من الأيام. ولا تكون رواية "حامل الوردة الأرجوانية" [1] إلا تفسيرًا لأسباب هذا التعسّف، الذي ترتسم من خلاله صورة معمَّمة لواقع الاستبداد الشرقي برموزه المجرَّدة والمطلقة: الضحايا والجلاد.

طيور الرغبة لـ محمد الحجيري.. الكتابة إلحاد والرغبة أشد فتكًا من الاستبداد

صورة
كاتب وحيد لأمه، والده مصاب بالزهايمر، حياته سلسلة من الانكسارات. حين كان يضع لمساته الأخيرة على روايته الأولى، سمع أزيز الرصاص ودويَّ القذائف من منزله الكائن في منطقة الحمرا ببيروت في ذلك اليوم من أيار 2008، حذف نصه عن شاشة الكومبيوتر، فمات بِكّره قبل أن يرى النور، "لأن الحرب قادرة على تغيير المزاج وقتل الأفكار"، جلس أمام التلفاز يتخيَّل دخول المسلَّحين إلى شقته، تعذيبه، التنكيل به، رميه بالرصاص، إلقاء جثته، حيث "الأجساد المهشَّمة تتشابه في التشوهات". في ليلة واحدة أصبحت منطقة الحمرا كوجه إنسان تلقى لكمة على عينيه، أضاع الشارع بوصلته، مدرعات الجيش قطعت الطرق المؤدية إلى قصر قريطم، ازدادت الشعارات الحزبية على الجدران. غلاة البنادق أبدعوا في صناعة الخوف.

صانع الألعاب لـ أحمد محسن.. السياسة تجارة وقودها الجماهير

صورة
"هذا عصر اللاعبين لا عصر الكتَّاب، والتلفزيون هو الأب الفعلي لنجوم الحداثة، إن كانوا رؤوس حربة في فرقهم الأوروبية، أو أمناء عامين في أحزاب شرقية حديدية حتى العظم". هكذا يرسم أحمد محسن حدود الفضاء العام في روايته الأولى "صانع الألعاب" [1] ، حيث يبدو العالم أشبه بساحة لعب، والحياة كرة يتقاذفها اللاعبون، بينما تمتلئ الأطراف بحشود المتفرجين، الذين ينقسمون بين مؤيد ومعارض، ويهلِّلون لصاحب الضربة الأقوى.

سلمى مرشاق وأربعون لقمان سليم.. سلالة "النهضة" والليبرالية المقتولة

صورة
بقلم: محمد أبي سمرا في مكتب “دار الجديد” للنشر، بمنزلها في دارة أسرة والدها الراحل محسن، على مسافة خطواتٍ من جامع الغبيري، وبطرف حارة حريك الشمالي (عاصمة لبنان الأمنية – السياسية، على ما يردّد معلّقون صحافيون)، حضَّرت رشا الأمير لأربعينية غياب أخيها لقمان سليم اغتيالاً في جنوب لبنان مساء 4 شباط 2012. وفي حديقة الدارة، حول مدفن لقمان، كان قد أقيم احتفال مأتمي في 11 شباط، فتحلق مئات من أصدقاء/ات القتيل إعداماً في تلك الليلة. ولم يكن أي من المتحلقين لا تجمعه بلقمان ورشا صلة ما، عامة أو خاصة، نشأت على تعاون في إحياء نشاطات ثقافية وفنية وحقوقية، كانا واسطة عقدها، منذ عودتهما من باريس إلى بيروت في نهاية الثمانينات.

سحمر تسكت عن اغتصاب الطفل السوري وتلاحق ناشطة أدانته

صورة
بقلم: لوسي بارسخيان بعد أيام خمسة على الفيديو "المشين" الذي يوثق جريمة الاعتداء المزمنة التي اقترفها شبان ثمانية بطفل سوري، في بلدة سحمر البقاعية، وصلت القضية إلى مخفر درك القرعون. لكن ليس لتوقيف الشخص الثامن الذي لا يزال متوارياً، بل للتحقيق مع الناشطة زينة نعيم، ابنة بلدة لبايا البقاعية أيضاً. وذلك لأن بلدية سحمر رأت في أسلوب "انفعالها" وتعليقها على الجريمة الموثقة في صفحتها الفيسبوكية إهانة وشتماً للبلدة، فادعت عليها بالقدح والذم وإهانتها الضيعة بأكملِها.

المُهيمِنون

صورة
بقلم: رشا الأطرش بارقة أمل لاحت في الاعتصام الذي نفذه صحافيون وناشطون مع شخصيات سياسية وحزبيين لاسيما من "القوات اللبنانية" في ساحة سمير قصير- وسط بيروت، لرفض خطاب الكراهية والعنصرية ضد النازحين والعمال السوريين في لبنان. بصيص نور بثه هذا الاعتصام، وقبله وبعده مبادرات ونشاطات وكتابات، في ظلمة مطبقة على غُرف السجال العام الضيقة متعفنة الجدران. شمعة تستحق التحية، وتوقظ أُمنية بالبناء على هذا الرفض، بناء خطاب قائم بذاته يفرض مكانه ومساحته في فضاء الرأي العام. لكن معطيات الصورة اللبنانية الكبيرة اليوم، ترجّح أن ينحصر الهدف هذا في إطار التمنّي، ولزمنٍ قد يطول.