المشاركات

جورج فلويد إلى مثواه الأخير

صورة
مساء الرابع من حزيران أُقيمت مراسيم تأبين جورج فلويد في جامعة نورث سنترال وسط مينيابوليس، بعد تسعة أيام على مقتله، وبعد أن وُضع جثمانه في نعش مذهب تكريمًا له، وإلى جانب أسرة فلويد حضر التأبين عدد كبير من الوجهاء، بينهم حاكم مينيسوتا تيم والتز، الرئيس السابق باراك أوباما، القس جيسي جاكسون، ورئيس بلدية مينيابوليس جيكوب فراي، فيما ألقى كلمة التأبين الناشط آل شاربتون.

لماذا الحنين إلى الماضي؟!

صورة
بريشة سعد حاجو أربع صور بالأبيض والأسود جالت الكثير من الأجهزة الذكية، وحطت على هاتفي في دورة المشاركات اليومية، الصورة الأولى لقاعة دراسية ومجموعة من الشابات المصريات السافرات يصغيّن إلى معلمهم الشيخ، كُتب في أعلاها بالخط الأحمر: كلية البنات الإسلامية، جامعة الأزهر في الستينات قبل الغزو الوهابي واعتبار المرأة عورة. الصورة الثانية تجمع الشيخ المقرئ مصطفى اسماعيل بالفنان عبد الوهاب، والثالثة تجمعه بأم كلثوم، ثم صورة زوجة الشيخ وهي تعزف على البيانو حاسرة الرأس، ويكتمل المشهد بتعليق منفصل، أن عبد الناصر منح جائزة الدولة للشيخ والفنانيّن الكبيريّن في حفل واحد.

معايدة

صورة
بريشة سميرة بيراوي بقلم: سلوى زكزك مطر غزير يهطل منذ الصباح، تعتمد أم صادق على صوت زقزقة العصافير لتخرج من جحرها، العصافير التي تصمت فور هطول المطر لتعاود الزقزقة فور توقفه وكأنها تخبر الجميع بأن الغيمة الماطرة قد أفرغت ما في جوفها وعادت أدراجها نحو السماء. تعيش في الحديقة العامة منذ ثلاث سنين، كل شيء مبتل، الفرش والوسائد وأكياس المونة والغطاء الصوفي العتيق واللحاف القطني السميك وحقيبتا الملابس. بأعجوبة، صنعت لنفسها مأمنا من مياه الأمطار التي زادت عن معدلها السنوي هذا العام، سطتْ أم صادق على دفتيّن من الخشب، يسمونها أرضية، وهي فعلًا القاعدة السفلية لحاوية بلاط الرصيف الذي قرروا تغييره منذ شهرين، في أول يوم لهم سرقتْ الدفة الأولى، حين استغلت انشغالهم بكاميرات التلفزيون التي جاءت تصور الحدث العظيم، وتنقل بالصور وليس بالخبر فقط الإصلاحات العظيمة التي تحصل يوميًا للبنية التحتية للمدينة رغمًا عن أجواء الحرب الضروس التي تنشر الفتنة القاهرة وتلحق بالمدينة خسارات غير محتملة.

كوفيد 19: السلامة للجميع

صورة
"بين ثقافتين" تعتذر من قرائها الكرام عن انقطاع النشر بسبب انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19) على مستوى العالم، وستستأنف العمل خلال الشهر القادم. الرحمة والسلام لكل من خسر معركته مع المرض القاتل. الشفاء العاجل لكل المصابين بفيروس كورونا. ألف تحية وشكر لكل العاملين في المجال الطبي، وكل الذين يعملون على إيجاد علاج يشفي من الإصابة بكوفيد 19، أو لقاح يقي من العدوى به. كل التضامن مع الفقراء والمشردين المعرضين للإصابة بالمرض أكثر من سواهم. كل التضامن مع اللاجئين العالقين على الحدود أو في المخيمات، الذين لا يتمتعون بالقدر الكافي من الوقاية والرعاية الطبية. الخلاص والحرية للشعب السوري العالق بين دكتاتورية الأسد وكوفيد 19 السلامة للجميع  

مرام المصري: الثورة وضعتني أمام مصير الآخرين

صورة
الشاعرة مرام المصري واحدة من كتَّاب سوريين كُثر، كانت نصوصهم تتمحور حول الذات، وتتميز بجرأتها العالية في تناول فضاءات الجسد، ثم أحدثتْ الثورة السورية انقلابًا جذريًا في موضوعاتهم وأدوات تعبيرهم، فلم تعد معاناة الجسد المكبوت، أو الراغب في الحياة واختراق الممنوعات، تعني شيئًا أمام صور أجساد مزقتها القنابل أو سياط الجلاد في تلك المعركة الطاحنة التي فتحها نظام الأسد لسحق المطالبين بالحرية. 

وداعًا عمر أميرالاي

صورة
كانتْ أ ول صورة التقطتها عدسة المخرج عمر أميرالاي هي اقتلاع حجر من شارع في باريس أيام انتفاضة الطلبة عام 1968، وكانت آخر الصور التي أغمض عليها عينيه ثورة الشباب العربي في تونس والقاهرة، قبل أن يغادر الحياة، وبين المشهدين وهب صوته للمعارضة، ونذر فنه للدفاع عن هواء حر يتقاسمه الجميع. وُلد أميرالاي في دمشق عام 1944 ، وبدأ رحلته الفنية برسوم الكاريكاتير التي نُشرت في بعض الصحف السورية واللبنانية، وفي عام 1964 دخل كلية الفنون الجميلة، لكنه لم يكمل الدراسة، بل غادر إلى باريس لدراسة السينما عام 1966، ومرة أخرى لم يحالفه الحظ في إكمال تحصيله الأكاديمي بسبب أ حداث الطلبة، غير أنه بعد عودته إلى وطنه استطاع أن يشق طريقه في عالم السينما التسجيلية كمخرج له بصمته المميزة وإسهامه الخاص.

سلوى زكزك.. يوم لبست وجه خالتي الغريبة

صورة
"أنتظر المساء كل يوم، لأخرج وسادة النوم والغطاء الرمادي الموحد لكافة النازحين أمثالي، وحين يغطي أجسادنا، نتحول إلى مجرد كتل رخوة مختومة بشعار المنظمة الدولية للاجئين، رماديين وقانطين وخائفين". تقول المرأة الوحيدة التي تعيش في مستودع للصناديق منذ عامين، ولا تملك سوى مفتاح بيتها الذي هجرته مرغمة، وصور أولادها الذين ابتلعتهم البلاد الغريبة، وصورة أبيها الذي خرج من منزله واختفى. تقول لنفسها وهي تدرك أن قريباتها يحسدّنها على سكنها المجاني، وتشعر بالخوف من أن تخسره، وتضطر مجددًا للنزوح إلى المجهول، بعد أن سمعت أنه بات مطلوبًا من الساكنين إبراز عقد إيجار أو وثيقة استضافة.