المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف رواية

ليمبو بيروت لـ هلال شومان.. رواية التقلبات المدهشة

صورة
في الحروب والنزاعات المسلَّحة تقف عقارب الزمن، مثل لعنة لا تبرح المكان، يتراجع الماضي، يغيب المستقبل، وتبقى اللحظة الراهنة عالقة في الفراغ. تستيقظ الذاكرة الشخصية، تصير رحمًا، قلعة، تدافع عن بقايا حياة، يتهددها عنف أعمى، يقّنصها الرصاص. يصير البشر حكايات تملأ صفحات الكتب وقنوات الاتصال، حكايات: السجن، القتل، الخطف، الاغتصاب، الخوف، الهجرة، تجار الدماء. كلنا يصير رواية يريد أن يودعها في ركن آمن، قبل أن تلاقيه مصادفة الموت في شارع فقد وجهه، أو تحت سقف ينهار. وحده السرد ينتعش، ما عداه يضيع في البرزخ الفاصل بين عالمين: الأول يتلاشى، والآخر لم يُولد بعد.

حامل الوردة الأرجوانية لـ أنطوان الدّويهي.. سجن من المساومات يصنعه الاستبداد

صورة
كاتب غارق في تأملاته آخر الليل، تعتقله قوى الأمن من بيته، وتقتاده إلى غرفة ضيقة في سجن "ميناء الحصن"، حيث يقبع وحيدًا لعدة شهور، يقابل صورة الطاغية، ويتساءل في سرِّه عن مسوِّغات اعتقاله الغامضة، فهو الرجل الصامت، الانعزالي والحذر دومًا، الذي يكتب في شؤون الثقافة، والذي قضى قرابة عشرين عامًا متنقلًا بين المدن الأوروبية، معجبًا بجمال الطبيعة وأنماط العيش، ولم يقرب السياسة في يوم من الأيام. ولا تكون رواية "حامل الوردة الأرجوانية" [1] إلا تفسيرًا لأسباب هذا التعسّف، الذي ترتسم من خلاله صورة معمَّمة لواقع الاستبداد الشرقي برموزه المجرَّدة والمطلقة: الضحايا والجلاد.

طيور الرغبة لـ محمد الحجيري.. الكتابة إلحاد والرغبة أشد فتكًا من الاستبداد

صورة
كاتب وحيد لأمه، والده مصاب بالزهايمر، حياته سلسلة من الانكسارات. حين كان يضع لمساته الأخيرة على روايته الأولى، سمع أزيز الرصاص ودويَّ القذائف من منزله الكائن في منطقة الحمرا ببيروت في ذلك اليوم من أيار 2008، حذف نصه عن شاشة الكومبيوتر، فمات بِكّره قبل أن يرى النور، "لأن الحرب قادرة على تغيير المزاج وقتل الأفكار"، جلس أمام التلفاز يتخيَّل دخول المسلَّحين إلى شقته، تعذيبه، التنكيل به، رميه بالرصاص، إلقاء جثته، حيث "الأجساد المهشَّمة تتشابه في التشوهات". في ليلة واحدة أصبحت منطقة الحمرا كوجه إنسان تلقى لكمة على عينيه، أضاع الشارع بوصلته، مدرعات الجيش قطعت الطرق المؤدية إلى قصر قريطم، ازدادت الشعارات الحزبية على الجدران. غلاة البنادق أبدعوا في صناعة الخوف.

صانع الألعاب لـ أحمد محسن.. السياسة تجارة وقودها الجماهير

صورة
"هذا عصر اللاعبين لا عصر الكتَّاب، والتلفزيون هو الأب الفعلي لنجوم الحداثة، إن كانوا رؤوس حربة في فرقهم الأوروبية، أو أمناء عامين في أحزاب شرقية حديدية حتى العظم". هكذا يرسم أحمد محسن حدود الفضاء العام في روايته الأولى "صانع الألعاب" [1] ، حيث يبدو العالم أشبه بساحة لعب، والحياة كرة يتقاذفها اللاعبون، بينما تمتلئ الأطراف بحشود المتفرجين، الذين ينقسمون بين مؤيد ومعارض، ويهلِّلون لصاحب الضربة الأقوى.

سمير الزبن: الاستبداد أساس كل شر في بلداننا

صورة
القوة المدعومة بالترسانة الحربية وأجهزة الأمن وشبكات التجسس على المواطنين لتكميم أفواه المعارضين والقضاء كل أشكال الحياة المدنية والحراك السلمي. آلة انتهاك الحقوق وهدر الكرامات التي بدأ نظام الأسد بالتأسيس لها منذ استيلائه على السلطة عام 1970، هو ما يشغل رواية سمير الزبن الجديدة "دفتر الرئيس". الرواية التي تبدأ أحداثها في المغرب عام 2022 على لسان أبناء أحد الموالين الذين غادروا سوريا بعد انتصار الثوار في دمشق، وفرار الرئيس إلى اللاذقية ومن ثمة مقتله، واستمرار النزاع المسلح بين الأطراف المتصارعة. يفترض الراوي أن هزيمة قوات النظام في العاصمة دمشق سببها الأساسي انسحاب الحرس الإيراني الثوري، والقوات الروسية من سوريا بعد حدوث الاضطرابات والقلاقل داخل إيران وروسيا، ويحكي لنا كيف غامر بالدخول إلى الشقة التي كان يختبئ فيها الرئيس قبل فراره إلى اللاذقية، وكيف عثر على حقيبته، ووجد فيها دفتر مذكراته، وسندات خزينة لحاملها بخمسة ملايين دولار، مكنته من المغادرة إلى بيروت، ثم إلى المغرب ليقيم فيها كواحد من المستثمرين، حيث سيحاول نشر المذكرات لكن أيًا من دور النشر لن يتبناها، ولن ترى ال

دارينا الجندي: علينا أن نقف إلى جانب كل حالم بالحرية

صورة
"لم يكن من المفترض أن ألتقي ميّ زيادة، هي وُلدتْ عام 1886، وأنا وُلدتُ في سنة 1968. كنت أسمع عنها في طفولتي أنها حبيبة جبران، وأن لديها صالون أدبي، ثم أُصيبت بالجنون، وكنت ألعب في حديقة مستشفى الأمراض العقلية الذي قبعتْ فيه، وحين كنت أصوّر دوري في ثلاثية لمحطة "إل بي سي"، كان التصوير في قرية "الفريكة"، واكتشفت أن البيت الذي كنت أختبئ فيه كي أنفرد بنفسي وأدخن، كان بيت أمين الريحاني وإلى جواره كان البيت الذي وضُعت فيه ميّ بعد خروجها من المشفى، وفي باريس اكتشفت أن بيتي يقع على مقربة مئة وخمسين مترًا من الفندق الذي نزلتْ فيه، وكنت أمشي كل يوم على ضفاف السين، أصل إليه وأعود، وبت على يقين أن كل المصادفات تأخذني إلى هذه المرأة وتربط قدري بها".

رواية التّماسيح لـ يوسف رخَا.. رؤية المستقبل بالنظر إلى تجارب الماضي

صورة
"بعد عشرة أعوام أو أكثر- بينما حزب النور السلفي وحزب الحرية والعدالة التابع للإخوان المسلمين يربحان الانتخابات التي بدأت، والأمن لا يزال يقتل وينهب في الشوارع، وفيالق الشرطة العسكرية من قواتنا المسلحة تسحل المتظاهرين وتجردهم من ملابسهم وتميتهم ضربًا، ثم تجر الجثث إلى أكوام الزبالة فضلاً عن قنصهم وتعذيبهم داخل المنشآت العامة- أصبحتُ أعرف أن الشر يبدأ من حيث يتصور الإنسان أنه بمعرفة أو عقيدة أو هوية، يمكنه أن يغيّر مجرى حياة سقطت على كتفه مثل حقيبة" (ص179). والمقطع السابق يقع في سياق الصفحات الأخيرة من رواية "التّماسيح" للكاتب المصري يوسف رخا، لكن الرواية بحد ذاتها لا تتحدث عن ثورة المصريين، بقدر ما تحاول استشراف الظروف والمسببات التي أدت إلى حدوثها ومن ثمة إخفاقها في تحقيق مطالب الشارع المنتفض، ذلك من وجهة نظر شاعر ينتمي إلى جيل التسعينيات، يستعيد ذاكرة العقدين الأخيرين، ويعاين تجارب ومصائر أقرانه من النخب المثقفة على اعتبار أنها طليعة المجتمع المصري ومرآته التي بإمكانها أن تعكس السلبيات والإيجابيات، كما التشوهات والأزمات على اختلاف تجلياتها.

"حب وقمامة" لـ إيفان كليما.. ضريبة الخروج عن لغة الحمقى في النظم الشمولية

صورة
سأله زملاؤه قُبيل مغادرته لأمريكا، عن السبب الذي يدفعه إلى ترك بلدهم الغني الحر، والعودة إلى بلد فقير، لا ينعم بالحرية، من المحتمل أن يُسجن فيه أو يُنفى إلى سيبيريا، حدّثهم برومانسية عن الحنين إلى وطنه ولغته الأم، وقال: "إن الناس في بلادي يعرفونني، حتى لو اضطررتُ إلى جمع القمامة من الشوارع، فسوف أكون في نظرهم كاتبًا، أما هنا فسوف أظل واحدًا من أولئك المهاجرين، الذين أشفق عليهم هذا البلد العظيم". بعد سنوات اكتشف حماقة تبجّحه، حين هجر أوراقه وأقلامه، وارتدى البدلة البرتقالية، وانضم إلى فريق جمع القمامة في بلده، حتى يخرج من العزلة التي فرضها عليه نظام الحزب الواحد. حينها أدرك أنه ليس سوى زبّال في شوارع براغ، لا يكاد أحد من الناس يلحظه، ومنذ ذلك الإحباط بدأت حكايته، التي سوف يودعها إيفان كليما صفحات روايته "حب وقمامة"، ولن تكون سوى تأملات في معنى القمع، الذي أحال حياته إلى ركام هائل من النفايات، يصعب التخلّص منها.

رواية جورج أورويل 1984.. الحياة من ثقب عدسات التجسس

صورة
تزعم رواية "1984" أن العالم تقوده ثلاث دول عظمى: الأولى تدعى "أوراسيا" وتشمل على القسم الشمالي من الكتلة الأوروبية الآسيوية، وهي تدين بـ"البلشفية الجديدة". فيما تُسمى الدولة الثانية بـ"أوقيانيا"، وتسمي الفلسفة التي تحكمها بالاشتراكية الإنكليزية أو "إشتنج". أما الدولة الثالثة فهي "إيستاسيا"، وتضم الصين والجزر اليابانية، وقسم كبير من منشوريا ومنغوليا والتيبت، وهي تخضع لما يُعرف بفلسفة "عبادة الموت"، او"محو الذات". ويبدو أنه من المتعذر التمييز بين العقائد الثلاثة، وما تنتجه من نظم فوقية وتحتية، فكلها تنطلق من منطق تأبيد انعدام الحرية والمساواة، وتجميد حركة الحياة عند لحظة مختارة. وفي كل منها توجد بنية هرمية تراتبية، تنتهي بعبادة القائد، واقتصاد يقوم على حروب مستمرة منذ ربع قرن، لاقتسام ما بقي من العالم، والاستحواذ على ما فيه من الثروات واليد العاملة الرخيصة. حروب ليس غايتها النصر، بقدر ماهي وسيلة ناجعة لإزهاق الفائض من البشر، وتدمير منتجات العمل "التي من شأنها، أن تُستخدم لجعل الجمهور مرتاحاً أكثر مم

امرأة في الخمسين.. مصالحة الذات وبداية جديدة للحياة

صورة
كاتب خمسيني، جذاب الطلّة، ومشهور بتحيّزه لقضايا المرأة والأدب النسائي. تتعرف به في حفل تسليمه جائزة الإبداع والنقد الأدبي، وتدعوه إلى مقهى بحري في بيروت، لتجري معه حوارًا صحفيًا للمجلة التي تعمل فيها، وفي الطريق تمسك بذراعه حتى لا تقع، وهي تمشي على المنحدر الحاد بكعبها العالي، لكنه يصدمها بحديثه عن عشيقته التي تهدّل وجهها الجميل مع تقدم العمر، وعن أسلوبه المميز في معرفة عمر النساء من رطوبة مهبلهنّ. تحتقره في أعماقها، وتشتهيه بجسدها الرشيق، الذي لا يزال يتوق إلى الحب، على الرغم من بلوغها سن اليأس، تقاوم سحره ليلة، وتسقط في فراشه في الليلة الثانية، بعدها يسافر من دون أن يقول لها كلمة وداع، كأنها لم تكن.

مينه سويوت.. تفتح باب الخرافة والأحلام في "بناء خمسة سيفيم"

صورة
في روايتها "بناء خمسة سيفيم" تفتح الكاتبة التركية مينه سويوت الباب على مجاهل عالم غرائبي فالت من عقال المنطق وتصويبات العلم، يسير وفق منظومة قوانينه الخاصة المبنية على التهيؤات والوساوس، عالم خرافي قوامه قصص الجان والسحرة وتفاسير الأحلام والشعوذات التي يتداولها الناس لتسويغ حياتهم والهروب من واقعهم حين تسود قوى الظلام ويخفت صوت العقل، والرواية هي الاولى لمؤلفتها، وكانت قد نُشرت عام 2003، وصدرت باللغة العربية عن دار قدمس بدمشق من ترجمة بكر صدقي (عام 2008)، أما المؤلفة سوبوت فقد وُلدت في اسطنبول عام 1968، وتخرجت من كلية الآداب، وعملت لمدة عشر سنوات في مجال الإعلام المكتوب والمرئي، قبل أن تتفرغ للتأليف في عام 2000 وتصدر ستة عنوانين، من بينها روايتي "الزمن الأحمر" و"سنة الشهباز الاستثنائية".